Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 80-81)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ويلك أصله الدعاء بالهلاك ، ثم استعمل في الزجر والردع والبعث على ترك ما لا يرتضى ، كما استعمل لا أبا لك . وأصله الدعاء على الرجل بالأقراف في الحث على الفعل . والراجع في { وَلاَ يُلَقَّاهَا } للكلمة التي تكلم بها العلماء . أو للثواب ، لأنه في معنى المثوبة أو الجنة ، أو للسيرة والطريقة ، وهي الإيمان والعمل الصالح { ٱلصَّـٰبِرُونَ } على الطاعات وعن الشهوات وعلى ما قسم الله من القليل عن الكثير . كان قارون يؤذي نبي الله موسى عليه السلام كل وقت ، وهو يداريه للقرابة التي بينهما ، حتى نزلت الزكاة فصالحه عن كل ألف دينار على دينار ، وعن كل ألف درهم على درهم فحسبه فاستكثره فشحت به نفسه ، فجمع بني إسرائيل وقال إنّ موسى أرادكم على كل شيء ، وهو يريد أن يأخذ أموالكم ، فقالوا أنت كبيرنا وسيدنا ، فمر بما شئت ، قال نبرطل فلانة البغيّ حتى ترميه بنفسها فيرفضه بنو إسرائيل ، فجعل لها ألف دينار . وقيل طستاً من ذهب . وقيل طستاً من ذهب مملوءة ذهباً . وقيل حكمها فلما كان يوم عيد قام موسى فقال يا بني إسرائيل ، من سرق قطعناه ، ومن افترى جلدناه ، ومن زنى وهو غير محصن جلدناه ، وإن أحصن رجمناه ، فقال قارون وإن كنت أنت ؟ قال وإن كنت أنا ، قال فإنّ بني إسرائيل يزعمون أنك فجرت بفلانة ، فأحضرت ، فناشدها موسى بالذي فلق البحر ، وأنزل التوراة أن تصدق ، فتداركها الله فقالت كذبوا ، بل جعل لي قارون جعلاً على أن أقذفك لنفسي ، فخرّ موسى ساجداً يبكي وقال يا رب ، إن كنت رسولك فاغضب لي . فأوحى إليه أن مر الأرض بما شئت ، فإنها مطيعة لك . فقال يا بني إسرائيل ، إنّ الله بعثني إلى قارون كما بعثني إلى فرعون ، فمن كان معه فليلزم مكانه ، ومن كان معي فليعتزل ، فاعتزلوا جميعاً غير رجلين ثم قال يا أرض خذيهم ، فأخذتهم إلى الركب ، ثم قال خذيهم ، فأخذتهم إلى الأوساط ، ثم قال خذيهم ، فأخذتهم إلى الأعناق ، وقارون وأصحابه يتضرعون إلى موسى عليه السلام ويناشدونه بالله والرحم ، وموسى لا يلتفت إليهم لشدّة غضبه ، ثم قال خذيهم ، فانطبقت عليهم . وأوحى الله إلى موسى ما أفظك استغاثوا بك مراراً فلم ترحمهم ، أما وعزتي لو إياي دعوا مرة واحدة لوجدوني قريباً مجيباً ، فأصبحت بنو إسرائيل يتناجون بينهم إنما دعا موسى على قارون ليستبد بداره وكنوزه ، فدعا الله حتى خسف بداره وأمواله { مِنَ ٱلْمُنتَصِرِينَ } من المنتقمين من موسى عليه السلام ، أو من الممتنعين من عذاب الله . يقال نصره من عدوه فانتصر ، أي منعه منه فامتنع .