Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 85-85)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَرَضَ عَلَيْكَ ٱلْقُرْءانَ } أوجب عليك تلاوته وتبليغه والعمل بما فيه ، يعني أن الذي حملك صعوبة هذا التكليف لمثيبك عليها ثواباً لا يحيط به الوصف . و { لَرَادُّكَ } بعد الموت { إِلَىٰ مَعَادٍ } أي معاد ليس لغيرك من البشر وتنكير المعاد لذلك وقيل المراد به مكة ووجهه أن يراد رده إليها يوم الفتح ووجه تنكيره أنها كانت في ذلك اليوم معاداً له شأن ، ومرجعاً له اعتداد لغلبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها ، وقهره لأهلها ، ولظهور عز الإسلام وأهله وذل الشرك وحزبه . والسورة مكية ، فكأن الله وعده وهو بمكة في أذى وغلبة من أهلها أنه يهاجر به منها ، ويعيده إليها ظاهراً ظافراً . وقيل نزلت عليه حين بلغ الجحفة في مهاجره . وقد اشتاق إلى مولده ومولد آبائه وحرم إبراهيم ، فنزل جبريل فقال له أتشتاق إلى مكة ؟ قال نعم ، فأوحاها إليه . فإن قلت كيف اتصل قوله تعالى { قُل رَّبّى أَعْلَمُ } بما قبله ؟ قلت لما وعد رسوله الردّ إلى معاد ، قال قل للمشركين { رَّبّى أَعْلَمُ مَن جَاء بِٱلْهُدَىٰ } يعني نفسه وما يستحقه من الثواب في معاده { وَمَنْ هُوَ فِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ } يعنيهم وما يستحقونه من العقاب في معادهم .