Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 10-12)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مِّنَ } في قوله { مِنَ ٱللَّهِ } مثله في قوله { وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِى مِنَ ٱلْحَقّ شَيْئاً } النجم 28 والمعنى لن تغني عنهم من رحمة الله أو من طاعة الله { شَيْئًا } أي بدل رحمته وطاعته وبدل الحق ومنه 160 « ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ » أي لا ينفعه جدّه وحظه من الدنيا بذلك ، أي بدل طاعتك وعبادتك وما عندك وفي معناه قوله تعالى { وَمَا أَمْوٰلُكُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُكُمْ بِٱلَّتِى تُقَرّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ } سبأ 37 وقرىء « وقود » ، بالضم بمعنى أهل وقودها . والمراد بالذين كفروا من كفر برسول الله صلى الله عليه وسلم . وعن ابن عباس هم قريظة والنضير . الدأب مصدر دأب في العمل إذا كدح فيه فوضع موضع ما عليه الإنسان من شأنه وحاله ، والكاف مرفوع المحل تقديره دأب هؤلاء الكفرة كدأب من قبلهم من آل فرعون وغيرهم . ويجوز أن ينتصب محل الكاف بلن تغني ، أو بالوقود . أي لن تغني عنهم مثل ما لم تغني عن أولئك أو توقد بهم النار كما توقد بهم ، تقول إنك لتظلم الناس كدأب أبيك تريد كظلم أبيك ومثل ما كان يظلمهم ، وإنّ فلاناً لمحارف كدأب أبيه ، تريد كما حورف أبوه { كَذَّبُواْ بِـئَايَـٰتِنَا } تفسير لدأبهم مافعلوا وفعل بهم ، على أنه جواب سؤال مقدّر عن حالهم { قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ } هم مشركو مكة { سَتُغْلَبُونَ } يعني يوم بدر . وقيل هم اليهود . ولما غلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر قالوا هذا والله النبي الأميّ الذي بشرنا به موسى ، وهموا باتباعه . فقال بعضهم لا تعجلوا حتى ننظر إلى وقعة أخرى ، فلما كان يوم أحد شَكُّوا . وقيل 161 جمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وقعة بدر في سوق بني قينقاع ، فقال " يا معشر اليهود احذروا مثل ما نزل بقريش وأسلموا قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم ، فقد عرفتم أني نبي مرسل " ، فقالوا لا يغرّنك أنك لقيت قوماً أغماراً لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة ، لئن قاتلتنا لعلمت أنا نحن الناس ، فنزلت . وقرىء « سيغلبون ويحشرون » ، بالياء ، كقوله تعالى { قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُمْ } الأنفال 38 على قل لهم قولي لك سيغلبون . فإن قلت أي فرق بين القراءتين من حيث المعنى ؟ قلت معنى القراءة بالتاء الأمر بأن يخبرهم بما سيجري عليهم من الغلبة والحشر إلى جهنم . فهو إخبار بمعنى سيغلبون ويحشرون وهو الكائن من نفس المتوعد به والذي يدل عليه اللفظ ، ومعنى القراءة بالياء الأمر بأن يحكي لهم ما أخبره به من وعيدهم بلفظه . كأنه قال أدّ إليهم هذا القول الذي هو قولي لك سيغلبون ويحشرون .