Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 112-112)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ بِحَبْلٍ مّنْ ٱللَّهِ } في محل النصب على الحال ، بتقدير إلا معتصمين أو متمسكين أو متلبسين بحبل من الله وهو استثناء من أعم عام الأحوال . والمعنى ضربت عليهم الذلة في عامّة الأحوال إلا في حال اعتصامهم بحبل الله وحبل الناس ، يعني ذمّة الله وذمّة المسلمين ، أي لاعز لهم قط إلا بهذه الواحدة وهي التجاؤهم إلى الذمّة لما قبلوه من الجزية { وَبَاءوا بِغَضَبٍ مّنَ ٱللَّهِ } استوجبوه { وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْمَسْكَنَةُ } كما يضرب البيت على أهله ، فهم ساكنون في المسكنة غير ظاعنين عنها ، وهم اليهود عليهم لعنة الله وغضبه { ذٰلِكَ } إشارة إلى ما ذكر من ضرب الذلة والمسكنة والبواء بغضب الله أي ذلك كائن بسبب كفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء ، ثم قال { ذٰلِكَ بِمَا عَصَواْ } أي ذلك كائن بسبب عصيانهم لله واعتدائهم لحدوده ليعلم أنّ الكفر وحده ليس بسبب في استحقاق سخط الله ، وأنّ سخط الله يستحق بركوب المعاصي كما يستحق بالكفر . ونحوه { مّمَّا خَطِيئَـٰتِهِمْ أُغْرِقُواْ } نوح 25 ، { وَأَخْذِهِمُ ٱلرّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَـٰطِلِ } النساء 161 .