Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 159-159)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

« ما » مزيدة للتوكيد والدلالة على أنّ لينه لهم ما كان إلا برحمة من الله ونحوه { فَبِمَا نَقْضِهِم مّيثَـٰقَهُمْ لَعنَّـٰهُمْ } المائدة 13ومعنى الرحمة ربطه على جأشه وتوفيقه للرفق والتلطف بهم حتى أثابهم غما بغم وآساهم بالمباثة بعد ما خالفوه وعصوا أمره وانهزموا وتركوه { وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً } جافياً { غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ } قاسيه { لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } لتفرّقوا عنك حتى لا يبقى حولك أحد منهم { فَٱعْفُ عَنْهُمْ } فيما يختص بك { وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ } فيما يختص بحق الله إتماماً للشفقة عليهم { وَشَاوِرْهُمْ فِى ٱلأَمْرِ } يعني في أمر الحرب ونحوه مما لم ينزل عليك فيه وحي لتستظهر برأيهم ، ولما فيه من تطييب نفوسهم والرفع من أقدارهم . وعن الحسن رضي الله عنه قد علم الله أنه ما به إليهم حاجة ، ولكنه أراد أن يستنّ به من بعده . وعن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم 215 " ما تشاور قوم قط إلا هدو لأرشد أمرهم " وعن أبي هريرة رضي الله عنه ما رأيت أحداً أكثر مشاورة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم . وقيل كان سادات العرب إذا لم يشاوروا في الأمر شق عليهم فأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بمشاورة أصحابه لئلا يثقل عليهم استبداده بالرأي دونهم . وقرىء « وشاورهم في بعض الأمر » { فَإِذَا عَزَمْتَ } فإذا قطعت الرأي على شيء بعد الشورى { فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ } في إمضاء أمرك على الأرشد الأصلح ، فإن ما هو أصلح لك لا يعلمه إلا الله لا أنت ولا من تشاور . وقرىء « فإذا عزمت » بضم التاء ، بمعنى فإذا عزمت لك على شيء وأرشدتك إليه فتوكل عليّ ولا تشاور بعد ذلك أحداً .