Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 1-4)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ م } حقها أن يوقف عليها كما وقف على ألف ولام ، وأن يبدأ ما بعدها كما تقول واحد اثنان وهي قراءة عاصم . وأما فتحها فهي حركة الهمزة ألقيت عليها حين أسقطت للتخفيف . فإن قلت كيف جاز إلقاء حركتها عليها وهي همزة وصل لا تثبت في درج الكلام فلا تثبت حركتها لأنّ ثبات حركتها كثباتها ؟ قلت هذا ليس بدرج ، لأنّ م في حكم الوقف والسكون والهمزة في حكم الثابت . وإنما حذفت تخفيفاً وألقيت حركتها على الساكن قبلها ليدل عليها . ونظيره قولهم واحد اثنان ، بإلقاء حركة الهمزة على الدال . فإن قلت هلا زعمت أنها حركة لالتقاء الساكنين ؟ قلت لأنّ التقاء الساكنين لا يبالى به في باب الوقف ، وذلك قولك هذا إبراهيم وداود وإسحاق . ولو كان التقاء الساكنين في حال الوقف يوجب التحريك لحرك الميمين في ألف لام ميم ، لالتقاء الساكنين . ولما انتظر ساكن آخر . فإن قلت إنما لم يحركوا لالتقاء الساكنين في ميم ، لأنهم أرادوا الوقف وأمكنهم النطق بساكنين ، فإذا جاء ساكن ثالث لم يمكن إلا التحريك فحركوا . قلت الدليل على أن الحركة ليست لملاقاة الساكن أنه كان يمكنهم أن يقولوا واحد اثنان ، بسكون الدال مع طرح الهمزة ، فيجمعوا بين ساكنين ، كما قالوا أصيم ، ومديق . فلما حركوا الدال علم أن حركتها هي حركة الهمزة الساقطة لا غير وليست لالتقاء الساكنين . فإن قلت فما وجه قراءة عمرو بن عبيد بالكسر ؟ قلت هذه القراءة على توهم التحريك لالتقاء الساكنين وما هي بمقولة . و { ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنجِيلَ } اسمان أعجميان . وتكلف اشتقاقهما من الورى والنجل ووزنهما بتفعلة وأفعيل ، إنما يصح بعد كونهما عربيين . وقرأ الحسن « الأنجيل » ، بفتح الهمزة ، وهو دليل على العجمة ، لأن أفعيل ـــ بفتح الهمزة ـــ عديم في أوزان العرب . فإن قلت لم قيل { نَزَّلَ ٱلْكِتَـٰبَ } { وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنجِيلَ } ؟ قلت لأن القرآن نزل منجماً ، ونزل الكتابان جملة . وقرأ الأعمش « نزَل عليك الكتابُ » بالتخفيف ورفع الكتاب { هُدًى لّلنَّاسِ } أي لقوم موسى وعيسى . ومن قال نحن متعبدون بشرائع من قبلنا فسره على العموم . فإن قلت ما المراد بالفرقان ؟ قلت جنس الكتب السماوية ، لأن كلها فرقان يفرق بين الحق والباطل أو الكتب التي ذكرها ، كأنه قال بعد ذكر الكتب الثلاثة وأنزل ما يفرق به بين الحق والباطل من كتبه ، أو من هذه الكتب ، أو أراد الكتاب الرابع وهو الزبور ، كما قال { وَءاتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً } النساء 163 وهو ظاهر . أو كرر ذكر القرآن بما هو نعت له ومدح من كونه فارقاً بين الحق والباطل بعد ما ذكره باسم الجنس ، تعظيماً لشأنه وإظهاراً لفضله { بآيات الله } من كتبه المنزلة وغيرها { ذُو ٱنتِقَامٍ } له انتقام شديد لا يقدر على مثله منتقم .