Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 31-32)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
محبة العباد لله مجاز عن إرادة نفوسهم اختصاصه بالعبادة دون غيره ورغبتهم فيها . ومحبة الله عباده أن يرضى عنهم ويحمد فعلهم . والمعنى إن كنتم مريدين لعبادة الله على الحقيقة { فَٱتَّبِعُونِى } حتى يصحّ ما تدعونه من إرادة عبادته ، يرض عنكم ويغفر لكم . وعن الحسن زعم أقوام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم يحبون الله فأراد أن يجعل لقولهم تصديقاً من عمل ، فمن ادعى محبته وخالف سنة رسوله فهو كذاب وكتاب الله يكذبه . وإذا رأيت من يذكر محبة الله ويصفق بيديه مع ذكرها ويطرب وينعر ويصعق فلا تشك في أنه لا يعرف ما الله ولا يدري ما محبة الله . وما تصفيقه وطربه ونعرته وصعقته إلا أنه تصوّر في نفسه الخبيثة صورة مستملحة معشقة فسماها الله بجهله ودعارته ، ثم صفق وطرب ونعر وصعق تصوّرها ، وربما رأيت المنيَّ قد ملأ إزار ذلك المحب عند صعقته ، وحمقى العامة على حواليه قد ملؤا أدرانهم بالدموع لما رققهم من حاله . وقرىء « تحبون » . و « يحببكم » و « يحبكم » ، من حبه يحبه . قال @ أُحِبُّ أبَا ثَرْوَانَ مِنْ حُبِّ تَمْرِه وَأَعْلَمُ أنّ الرِّفْقَ بِالجَارِ أَرْفَقُ وَوَاللَّهِ لَوْلاَ تَمْرُهُ ما حَبَبْتُهُ وَلاَ كَانَ أَدْنَى مِنْ عُبَيْدٍ وَمُشْرِقُ @@ { فَإِن تَوَلَّوْاْ } يحتمل أن يكون ماضياً ، وأن يكون مضارعاً بمعنى فإن تتولوا ، ويدخل في جملة ما يقول الرسول لهم .