Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 59-60)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ } إن شأن عيسى وحاله الغريبة كشأن آدم . وقوله { خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ } جملة مفسرة لما له شبه عيسى بآدم أي خلق آدم من تراب ولم يكن ثمة أب ولا أم ، وكذلك حال عيسى . فإن قلت كيف شبه به وقد وجد هو من غير أب ، ووجد آدم من غير أب وأم ؟ قلت هو مثيله في إحدى الطرفين ، فلا يمنع اختصاصه دونه بالطرف الآخر من تشبيهه به ، لأنّ المماثلة مشاركة في بعض الأوصاف ، ولأنه شبه به في أنه وجد وجوداً خارجاً عن العادة المستمرة ، وهما في ذلك نظيران ، ولأن الوجود من غير أب وأم أغرب وأخرق للعادة من الوجود بغير أب ، فشبه الغريب بالأغرب ليكون أقطع للخصم وأحسم لمادة شبهته إذا نظر فيما هو أغرب مما استغربه . وعن بعض العلماء أنه أسر بالروم فقال لهم لِمَ تعبدون عيسى ، قالوا لأنه لا أب له . قال فآدم أولى لأنه لا أبوين له . قالوا كان يحيي الموتى . قال فحزقيل أولى ، لأن عيسى أحيا أربعة نفر ، وأحيا حزقيل ثمانية آلاف . قالوا كان يبرىء الأكمه والأبرص . قال فجرجيس أولى ، لأنه طبخ وأحرق ثم قام سالماً . { خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ } قدّره جسداً من طين { ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن } أي أنشأه بشراً كقوله { ثُمَّ أَنشأناه خلقاً آخر } المؤمنون 14 { فَيَكُونُ } حكاية حال ماضية . { الحق من ربك } { ٱلْحَقُّ مِن رَّبّكَ فَلاَ تَكُنْ مّن ٱلْمُمْتَرِينَ } خبر مبتدأ محذوف ، أي هو الحق كقول أهل خيبر محمد والخميس ونهيه عن الامتراء ـــ وجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون ممتريا ـــ من باب التهييج لزيادة الثبات والطمأنينة ، وأن يكون لطفاً لغيره .