Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 41-41)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } نحو الجدب ، والقحط ، وقلة الريع في الزراعات والربح في التجارات ، ووقوع الموتان في الناس والدواب ، وكثر الحرق والغرق ، وإخفاق الصيادين والغاصة ، ومحق البركات من كل شيء ، وقلة المنافع في الجملة وكثرة المضارّ . وعن ابن عباس أجدبت الأرض وانقطعت مادّة البحر . وقالوا إذا انقطع القطر عميت دواب البحر . وعن الحسن أنّ المراد بالبحر مدن البحر وقراه التي على شاطئه . وعن عكرمة العرب تسمي الأمصار البحار . وقرىء « في البر والبحور » { بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ } بسبب معاصيهم وذنوبهم ، كقوله تعالى { وَمَا أَصَـٰبَكُم مِـّن مُّصِيبَةٍ فيِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } الشورى 30 وعن ابن عباس { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرِّ } بقتل ابن آدم أخاه . وفي البحر بأن جلندي كان يأخذ كل سفينة غصباً ، وعن قتادة كان ذلك قبل البعثه ، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع راجعون عن الضلال والظلم . ويجوز أن يريد ظهور الشر والمعاصي بكسب الناس ذلك . فإن قلت ما معنى قوله { لِيُذِيقَهُم بَعْضَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } ؟ قلت أمّا على التفسير الأول فظاهر ، وهو أنّ الله قد أفسد أسباب دنياهم ومحقها ، ليذيقهم وبال بعضهم أعمالهم في الدنيا قبل أن يعاقبهم بجميعها في الآخرة ، لعلهم يرجعون عما هم عليه ، وأمّا على الثاني فاللام مجاز ، على معنى أنّ ظهور الشرور بسببهم مما استوجبوا به أن يذيقهم الله وبال أعمالهم إرادة الرجوع ، فكأنهم إنما أفسدوا وتسببوا لفشوّ المعاصي في الأرض لأجل ذلك . وقرىء « لنذيقهم » بالنون .