Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 56-57)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
القائلون هم الملائكة ، والأنبياء . والمؤمنون { فِى كِتَـٰبِ ٱللَّهِ } في اللوح . أو في علم الله وقضائه . أو فيما كتبه ، أي أوجبه بحكمته . ردّوا ما قالوه وحلفوا عليه ، وأطلعوهم على الحقيقة ثم وصلوا ذلك بتقريعهم على إنكار البعث بقولهم { فَهَـٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتمْ لاَ تَعْلَمُونَ } أنه حق لتفريطكم في طلب الحق واتباعه . فإن قلت ما هذه الفاء ؟ وما حقيقتها ؟ قلت هي التي في قوله @ فَقَدْ جِئْنَا خُرَاسَانَا @@ وحقيقتها أنها جواب شرط يدل عليه الكلام ، كأنه قال إن صح ما قلتم من أن خراسان أقصى ما يراد بنا فقد جئنا خراسان ، وآن لنا أن نخلص ، وكذلك إن كنتم منكرين البعث فهذا يوم البعث ، أي فقد تبين بطلان قولكم . وقرأ الحسن يوم البعث ، بالتحريك { لاَّ ينفَعُ } قرىء بالياء والتاء { يُسْتَعْتَبُونَ } من قولك استعتبني فلان فأعتبته . أي استرضاني فأرضيته ، وذلك إذا كنت جانياً عليه . وحقيقة أعتبته أزلت عتبه . ألا ترى إلى قوله @ غَضِبَتْ تَمِيمٌ أَنْ تُقَتِّلَ عامِرٌ يَومَ النِّسَارِ فَأَعْتَبُوا بِالصِّيْلَمِ @@ كيف جعلهم غضابا ، ثم قال فأعتبوا ، أي أزيل غضبهم . والغضب في معنى العتب . والمعنى لا يقال لهم أرضوا ربكم بتوبة وطاعة ، ومثله قوله تعالى { لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلاَ هُمْ يُسْتَعَتَبُونَ } الجاثية 35 . فإن قلت كيف جعلوا غير مستعتبين في بعض الآيات ، وغير معتبين في بعضها ، وهو قوله { وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ فَمَا هُم مّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ } فصلت 24 ؟ قلت أما كونهم غير مستعتبين فهذا معناه . وأما كونهم غير معتبين ، فمعناه أنهم غير راضين بما هم فيه ، فشبهت حالهم بحال قوم جنى عليهم ، فهم عاتبون على الجاني غير راضين عنه ، فإن يستعتبوا الله أي يسألوه إزالة ما هم فيه ، فما هم من المجابين إلى إزالته .