Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 9-9)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَوَلَمْ يَسِيرُواْ } تقرير لسيرهم في البلاد ونظرهم إلى آثار المدمّرين من عاد وثمود وغيرهم من الأمم العاتية ، ثم أخذ يصف لهم أحوالهم وأنهم { كَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلأَرْضَ } وحرثوها قال الله تعالى { لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ ٱلأَرْضَ } البقرة 71 وقيل لبقر الحرث المثيرة . وقالوا سمي ثوراً لإثارته الأرض وبقرة لأنها تبقرها أي تشقها { وَعَمَرُوهَا } يعني أولئك المدمّرون { أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا } من عمارة أهل مكة ، وأهل مكة أهل واد غير ذي زرع ، ما لهم إثارة الأرض أصلاً ولا عمارة لها رأساً فما هو إلا تهكم بهم ، وبضعف حالهم في دنياهم لأنّ معظم ما يستظهر به أهل الدنيا ويتباهون به أمر الدهقنة ، وهم أيضاً ضعاف القوى ، فقوله { كَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } أي عاد وثمود وأضرابهم من هذا القبيل ، كقوله { أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِى خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً } فصلت 15 وإن كان هذا أبلغ ، لأنه خالق القوى والقدر . فما كان تدميره إياهم ظلماً لهم ، لأنّ حاله منافية للظلم ، ولكنهم ظلموا أنفسهم حيث عملوا ما أوجب تدميرهم .