Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 12-12)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هو لقمان بن باعورا ابن أخت أيوب أو ابن خالته . وقيل كان من أولاد آزر ، وعاش ألف سنة ، وأدرك داود عليه السلام وأخذ منه العلم ، وكان يفتي قبل مبعث داود عليه السلام ، فلما بعث قطع الفتوى ، فقيل له ؟ فقال ألا أكتفي إذا كفيت ؟ وقيل كان قاضياً في بني إسرائيل ، وأكثر الأقاويل أنه كان حكيماً ولم يكن نبياً ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما لقمان لم يكن نبياً ولا ملكاً ، ولكن كان راعياً أسود ، فرزقه الله العتق ، ورضي قوله ووصيته ، فقص أمره في القرآن لتمسكوا بوصيته . وقال عكرمة والشعبي كان نبياً . وقيل خيّر بين النبوّة والحكمة فاختار الحكمة . وعن ابن المسيب كان أسود من سودان مصر خياطاً ، وعن مجاهد كان عبداً أسود غليظ الشفتين متشقق القدمين . وقيل كان نجاراً . وقيل كان راعياً وقيل كان يحتطب لمولاه كل يوم حزمة . وعنه أنه قال لرجل ينظر إليه إن كنت تراني غليظ الشفتين فإنه يخرج من بينهما كلام رقيق ، وإن كنت تراني أسود فقلبي أبيض . وروي أن رجلاً وقف عليه في مجلسه فقال ألست الذي ترعى معي في مكان كذا ؟ قال بلى . قال ما بلغ بك ما أرى ؟ قال صدق الحديث والصمت عما لا يعنيني . وروي أنه دخل على داود عليه السلام وهو يسرد الدرع وقد لين الله له الحديد كالطين ، فأراد أن يسأله فأدركته الحكمة فسكت ، فلما أتمها لبسها وقال نعم لبوس الحرب أنت . فقال الصمت حكمة وقليل فاعله ، فقال له داود بحق ما سميت حكيماً . وروي أن مولاه أمره بذبح شاة وبأن يخرج منها أطيب مضغتين ، فأخرج اللسان والقلب ، ثم أمره بمثل ذلك بعد أيام وأن يخرج أخبث مضغتين فأخرج اللسان والقلب ، فسأله عن ذلك ؟ فقال هما أطيب ما فيها إذا طابا ، وأخبث ما فيها إذا خبثا . وعن سعيد بن المسيب أنه قال لأسود لا تحزن ، فإنه كان من خير الناس ثلاثة من السودان بلال ومهجع مولى عمر ، ولقمان . { أن } هي المفسرة ، لأنّ إيتاء الحكمة في معنى القول ، وقد نبه الله سبحانه على أنّ الحكمة الأصلية والعلم الحقيقي هو العمل بهما وعبادة الله والشكر له ، حيث فسر إيتاء الحكمة بالبعث على الشكر { غَنِىٌّ } غير محتاج إلى الشكر { حَمِيدٌ } حقيق بأن يحمد وإن لم يحمده أحد .