Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 29-30)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كل واحد من الشمس والقمر يجري في فلكه ، ويقطعه إلى وقت معلوم الشمس إلى آخر السنة ، والقمر إلى آخر الشهر . وعن الحسن الأجل المسمى يوم القيامة . لأنه لا ينقطع جريهما إلا حينئذٍ . دلّ أيضاً بالليل والنهار وتعاقبهما وزيادتهما ونقصانهما وجرى النيرين في فلكيهما كل ذلك على تقدير وحساب . وبإحاطته بجميع أعمال الخلق على عظم قدرته وحكمته . فإن قلت يجري لأجل مسمى ، ويجري إلى أجل مسمى أهو من تعاقب الحرفين ؟ قلت كلا ، ولا يسلك هذه الطريقة إلا بليد الطبع ضيق العطن . ولكن المعنيين أعني الانتهاء والاختصاص كل واحد منهما ملائم لصحة الغرض لأنّ قولك يجري إلى أجل مسمى معناه يبلغه وينتهي إليه . وقولك يجري لأجل مسمى تريد يجري لإدراك أجل مسمى ، تجعل الجري مختصاً بإدراك أجل مسمى . ألا ترى أن جري الشمس مختص بآخر السنة . وجري القمر مختص بآخر الشهر . فكلا المعنيين غير ناب به موضعه { ذٰلِكَ } الذي وصف من عجائب قدرته وحكمته التي يعجز عنها الأحياء القادرون العالمون . فكيف بالجماد الذي تدعونه من دون الله ، إنما هو بسبب أنه هو الحق الثابت إلٰهيته . وأنّ من دونه باطل الإلٰهية { وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِىُّ } الشأن { ٱلْكَبِيرُ } السلطان . أو ذلك الذي أوحى إليك من هذه الآيات بسبب بيان أنّ الله هو الحق ، وأنّ إلٰهاً غيره باطل ، وأنّ الله هو العليّ الكبير عن أن يشرك به .