Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 33-33)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَّ يَجْزِى } لا يقضي عنه شيئاً . ومنه قيل للمتقاضي المتجازي . وفي الحديث في جذعة بن نيار 859 " تجزِي عنكَ ولا تجزِي عنْ أحدٍ بعدَك " وقرىء « لا يجزىء » لا يغني . يقال أجزأت عنك مجزأ فلان . والمعنى لا يجزى فيه ، فحذف . { ٱلْغَرُورِ } الشيطان . وقيل الدنيا وقيل تمنيكم في المعصية المغفرة . وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه الغرّة بالله أن يتمادى الرجل في المعصية ويتمنى على الله المغفرة . وقيل ذكرك لحسناتك ونسيانك لسيئاتك غرة . وقرىء بضم الغين وهو مصدر غره غروراً ، وجعل الغرور غارًّا ، كما قيل جدّ جدّه . أو أريد زينة الدنيا لأنها غرور . فإن قلت قوله { وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً } وارد على طريق من التوكيد لم يرد عليه ما هو معطوف عليه . قلت الأمر كذلك لأنّ الجملة الإسمية أكد من الفعلية ، وقد انضم إلى ذلك قوله { هُوَ } وقوله { مَوْلُودٌ } والسبب في مجيئه على هذا السنن أنّ الخطاب للمؤمنين وعليتهم قبض آباؤهم على الكفر وعلى الدين الجاهلي ، فأريد حسم أطماعهم وأطماع الناس فيهم أن ينفعوا آباءهم في الآخرة ، وأن يشفعوا لهم ، وأن يغنوا عنهم من الله شيئاً فلذلك جيء به على الطريق الآكد . ومعنى التوكيد في لفظ المولود أن الواحد منهم لو شفع للأب الأدنى الذي ولد منه ، لم تقبل شفاعته ، فضلاً أن يشفع لمن فوقه من أجداده لأنّ الولد يقع على الولد وولد الولد بخلاف المولود فإنه لمن ولد منك .