Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 28-30)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الفتح النصر ، أو الفصل بالحكومة ، من قوله { رَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا } الأعراف 89 وكان المسلمون يقولون إنّ الله سيفتح لنا على المشركين . ويفتح بيننا وبينهم ، فإذا سمع المشركون قالوا { مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْفَتْحُ } أي في أيّ وقت يكون { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } في أنه كائن . و { يَوْمَ ٱلْفَتْحِ } يوم القيامة وهو يوم الفصل بين المؤمنين وأعدائهم ، ويوم نصرهم عليهم ، وقيل هو يوم بدر . وعن مجاهد والحسن رضي الله عنهما يوم فتح مكة . فإن قلت قد سألوا عن وقت الفتح ، فكيف ينطبق هذا الكلام جواباً على سؤالهم . قلت كان غرضهم في السؤال عن وقت الفتح ، استعجالاً منهم عن وجه التكذيب والاستهزاء ، فأجيبوا على حسب ما عرف من غرضهم في سؤالهم فقيل لهم لا تستعجلوا به ولا تستهزؤا ، فكأني بكم وقد حصلتم في ذلك اليوم ، وآمنتم فلم ينفعكم الإيمان ، واستنظرتم في إدراك العذاب فلم تنظروا . فإن قلت فمن فسره بيوم الفتح أو يوم بدر كيف يستقيم على تفسيره أن لا ينفعهم الإيمان ، وقد نفع الطلقاء يوم فتح مكة وناساً يوم بدر . قلت المراد أنّ المقتولين منهم لا ينفعهم إيمانهم في حال القتل ، كما لم ينفع فرعون إيمانه عند إدراك الغرق { وَٱنتَظِرْ } النصرة عليهم وهلاكهم { إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ } الغلبة عليكم وهلاككم ، كقوله تعالى { فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبّصُونَ } التوبة 52 وقرأ ابن السميفع رحمه الله منتظرون ، بفتح الظاء . ومعناه وانتظر هلاكهم فإنهم أحقاء بأن ينتظر هلاكهم ، يعني أنهم هالكون لا محالة . أو وانتظر ذلك فإن الملائكة في السماء ينتظرونه . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 868 " مَنْ قرأ « آلم تنزيل » « وتبارك الَّذِي بيدهِ الملك » ، أُعطي من الأجرِ كأنما أحيا ليلةَ القدرِ " ، وقالَ 869 " منْ قرأَ آلۤم تنزيل في بيته لمّ يدخلِ الشيطانَ بيته ثلاثةَ أيامٍ " .