Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 40-40)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ } أي لم يكن أبا رجل منكم على الحقيقة ، حتى يثبت بينه وبينه ما يثبت بين الأب وولده من حرمة الصهر والنكاح { وَلَـٰكِن } كان { رَسُولِ ٱللَّهِ } وكل رسول أبو أمته فيما يرجع إلى وجوب التوقير والتعظيم له عليهم . ووجوب الشفقة والنصيحة لهم عليه ، لا في سائر الأحكام الثابتة بين الآباء والأبناء ، وزيد واحد من رجالكم الذين ليسوا بأولاده حقيقة ، فكان حكمه حكمكم ، والادعاء والتبني من باب الاختصاص والتقريب لا غير { و } كان { وخَاتَمَ ٱلنَّبِيّينَ } يعني أنه لو كان له ولد بالغ مبلغ الرجال لكان نبياً ولم يكن هو خاتم الأنبياء ، كما يروى 895 أنه قال في إبراهيم حين توفي " لو عاش لكان نبياً " فإن قلت أما كان أبا للطاهر والطيب والقاسم وإبراهيم ؟ قلت قد أخرجوا من حكم النفي بقوله { مِّن رّجَالِكُمْ } من وجهين ، أحدهما أنّ هؤلاء لم يبلغوا مبلغ الرجال . والثاني أنه قد أضاف الرجال إليهم وهؤلاء رجاله لا رجالهم . فإن قلت أما كان أبا للحسن والحسين ؟ قلت بلى ، ولكنهما لم يكونا رجلين حينئذ ، وهما أيضاً من رجاله لا من رجالهم ، وشيء آخر وهو أنه إنما قصد ولده خاصة ، لا ولد ولده لقوله تعالى { وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّينَ } ألا ترى أن الحسن والحسين قد عاشا إلى أن نيّف أحدهما على الأربعين والآخر على الخمسين . قرىء « لكن رسول الله » بالنصب ، عطفاً على { أَبَآ أَحَدٍ } بالرفع على ولكن هو رسول الله ، ولكنّ ، بالتشديد على حذف الخبر ، تقديره ولكنّ رسول الله من عرفتموه ، أي لم يعش له ولد ذكر . وخاتم بفتح التاء بمعنى الطابع ، وبكسرها بمعنى الطابع وفاعل الختم . وتقوّيه قراءة ابن مسعود ولكنّ نبياً ختم النبيين . فإن قلت كيف كان آخر الأنبياء وعيسى ينزل في آخر الزمان ؟ قلت معنى كونه آخر الأنبياء أنه لا ينبأ أحد بعده ، وعيسى ممن نبىء قبله ، وحين ينزل ينزل عاملاً على شريعة محمد صلى الله عايه وسلم ، مصلياً إلى قبلته ، كأنه بعض أمته .