Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 60-62)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ } قوم كان فيهم ضعف إيمان وقلة ثبات عليه . وقيل هم الزناة وأهل الفجور من قوله تعالى { فَيَطْمَعَ ٱلَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ } الأحزاب 32 . { وَٱلْمُرْجِفُونَ } ناس كانوا يرجفون بأخبار السوء عن سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقولون هزموا وقتلوا ، وجرى عليهم كيت وكيت ، فيكسرون بذلك قلوب المؤمنين . يقال أرجف بكذا ، إذا أخبر به على غير حقيقة ، لكونه خبراً متزلزلاً غير ثابت ، من الرجفة وهي الزلزلة . والمعنى لئن لم ينته المنافقون عن عداوتهم وكيدكم ، والفسقة عن فجورهم ، والمرجفون عما يؤلفون من أخبار السوء لنأمرنك بأن تفعل بهم الأفاعيل التي تسوءهم وتنوءهم ، ثم بأن تضطرهم إلى طلب الجلاء عن المدينة ، وإلى أن لا يساكنوك فيها { إِلا } زمناً { قَلِيلاً } ريثما يرتحلون ويلتقطون أنفسهم وعيالاتهم ، فسمى ذلك إغراء ، وهو التحريش على سبيل المجاز { مَّلْعُونِينَ } نصب على الشتم أو الحال ، أي لا يجاورونك إلاّ ملعونين ، دخل حرف الاستثناء على الظرف والحال معاً ، كما مرّ في قوله { إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَـٰظِرِينَ إِنَـٰهُ } الأحزاب 53 ولا يصحّ أن ينتصب عن { أُخِذُواْ } لأنّ ما بعد كلمة الشرط لا يعمل فيما قبلها . وقيل في { قَلِيلاً } وهو منصوب على الحال أيضاً . ومعناه لا يجاورونك إلاّ أقلاء أذلاء ملعونين . فإن قلت ما موقع لا يجاورونك ؟ قلت لا يجاورونك عطف على لنغرينك ، لأنه يجوز أن يجاب به القسم . ألا ترى إلى صحة قولك لئن لم ينتهوا لا يجاورونك . فإن قلت أما كان من حق لا يجاورونك أن يعطف بالفاء ، وأن يقال لنغرينك بهم فلا يجاورونك ؟ قلت لو جعل الثاني مسبباً عن الأوّل لكان الأمر كما قلت ولكنه جعل جواباً آخر للقسم معطوفاً على الأوّل ، وإنما عطف بثم ، لأن الجلاء عن الأوطان كان أعظم عليهم وأعظم من جميع ما أصيبوا به ، فتراخت حاله عن حال المعطوف عليه { سُنَّةَ ٱللَّهِ } في موضع مؤكد ، أي سنّ الله في الذين ينافقون الأنبياء أن يقتلوا حيثما ثقفوا وعن مقاتل يعني كما قتل أهل بدر وأسروا .