Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 44-45)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وما آتيناهم كتباً يدرسونها فيها برهان على صحة الشرك ، ولا أرسلنا إليهم نذيراً ينذرهم بالعقاب إن لم يشركوا ، كما قال عزّ وجلّ { أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِ يُشْرِكُونَ } الروم 35 أو وصفهم بأنهم قوم أمّيون أهل جاهلية لا ملة لهم وليس لهم عهد بإنزال كتاب ولا بعثه رسول كما قال { أَمْ ءاتَيْنَـٰهُمْ كِتَـٰباً مّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ } الزخرف 21 فليس لتكذيبهم وجه متشبث ، ولا شبهة متعلق ، كما يقول أهل الكتاب وإن كانوا مبطلين نحن أهل كتب وشرائع ، ومستندون إلى رسل ومن رسل الله . ثم توعدهم على تكذيبهم بقوله { وَكَذَّبَ الَّذِينَ } تقدّموهم من الأمم والقرون الخالية كما كذبوا ، وما بلغ هؤلاء بعض ما آتينا أولئك من طول الأعمار وقوّة الأجرام وكثرة الأموال ، فحين كذبوا رسلهم جاءهم إنكاري بالتدمير والاستئصال ، ولم يغن عنهم استظهارهم بما هم به مستظهرون ، فما بال هؤلاء ؟ وقرىء « يدرّسونها » من التدريس وهو تكرير الدرس . أو من درّس الكتاب ، ودرّس الكتب ويدرّسونها ، بتشديد الدال ، يفتعلون من الدرس . والمعشار كالمرباع ، وهما العشر . والرابع . فإن قلت فما معنى { فَكَذَّبُواْ رُسُلِى } وهو مستغنى عنه بقوله { وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِمْ } ؟ قلت لما كان معنى { وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِمْ } وفعل الذين من قبلهم التكذيب ، وأقدموا عليه جعل تكذيب الرسل مسبباً عنه ونظيره أن يقول القائل أقدم فلان على الكفر فكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ويجوز أن ينعطف على قوله وما بلغوا ، كقولك ما بلغ زيد معشار فضل عمرو فتفضل عليه { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } أي للمكذبين الأوّلين ، فليحذروا من مثله .