Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 47-47)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَهُوَ لَكُمْ } جزاء الشرط الذي هو قوله { مَا سَأَلْتُكُم مّن أَجْرٍ } تقديره أيّ شيء سألتكم من أجر فهو لكم ، كقوله تعالى { مَّا يَفْتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ } فاطر 2 وفيه معنيان ، أحدهما نفي مسألة الأجر رأساً ، كما يقول الرجل لصاحبه إن أعطيتني شيئاً فخذه ، وهو يعلم أنه لم يعطه شيئاً ولكنه يريد به البت لتعليقه الأخذ بما لم يكن . والثاني أن يريد بالأجر ما أراد في قوله تعالى { قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبّهِ سَبِيلاً } الفرقان 57 وفي قوله { قُل لاَّ أَسْـئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِى ٱلْقُرْبَىٰ } الشورى 23 لأنّ اتخاذ السبيل إلى الله نصيبهم وما فيه نفعهم ، وكذلك المودّة في القرابة ، لأنّ القرابة قد انتظمته وإياهم { عَلَىٰ كُلّ شَىْء شَهِيدٌ } حفيظ مهيمن ، يعلم أني لا أطلب الأجر على نصيحتكم ودعائكم إليه إلا منه ، ولا أطمع منكم في شيء .