Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 11-11)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَزْوٰجاً } أصنافاً ، أو ذكرانا وإناثاً ، كقوله تعالى { أَوْ يُزَوّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَـٰثاً } الشورى 50 وعن قتادة رضي الله عنه زوج بعضهم بعضاً { بِعِلْمِهِ } في موضع الحال ، أي إلاّ معلومة له . فإن قلت ما معنى قوله { وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ } ؟ قلت معناه وما يعمر من أحد ، وإنما سماه معمراً بما هو صائر إليه ، فإن قلت الإنسان إما معمر ، أي طويل العمر أو منقوص العمر ، أي قصيره . فأما أن يتعاقب عليه التعمير وخلافه فمحال ، فكيف صحّ قوله { وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ } ؟ قلت هذا من الكلام المتسامح فيه ، ثقة في تأويله بأفهام السامعين ، واتكالاً على تسديدهم معناه بعقولهم ، وأنه لا يلتبس عليهم إحالة الطول والقصر في عمر واحد . وعليه كلام الناس المستفيض . يقولون لا يثيب الله عبداً ، ولا يعاقبه إلاّ بحق . وما تنعمت بلداً ولا أجتويته إلاّ قل فيه ثوائي وفيه تأويل آخر هو أنه لا يطول عمر إنسان ولا يقصر إلاّ في كتاب ، وصورته أن يكتب في اللوح إن حجّ فلان أو غزا فعمره أربعون سنة ، وإن حجّ وغزا فعمره ستون سنة ، فإذا جمع بينهما فبلع الستين فقد عمر . وإذا أفرد أحدهما فلم يتجاوز به الأربعون ، فقد نقص من عمره الذي هو الغاية وهو الستون . وإليه أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله 923 " إن الصدقة والصلة تعمران الديار وتزيدان في الأعمار " وعن كعب أنه قال حين طعن عمر رضي الله عنه لو أن عمر دعا الله لأخّر في أجله ، فقيل لكعب أليس قد قال الله { إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } يونس 49 قال فقد قال الله { وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ } وقد استفاض على الألسنة أطال الله بقاءك ، وفسح في مدتك وما أشبهه . وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه يكتب في الصحيفة عمره كذا وكذا سنة ، ثم يكتب في أسفل ذلك ذهب يوم ، ذهب يومان ، حتى يأتي على آخره . وعن قتادة رضي الله عنه المعمر من بلغ الستين سنة ، والمنقوص من عمره من يموت قبل ستين سنة ، والكتاب اللوح . عن ابن عباس رضي الله عنهما ويجوز أن يراد بكتاب الله علم الله ، أو صحيفة الإنسان . وقرىء « ولا ينقص » على تسمية الفاعل من عمره بالتخفيف .