Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 36-37)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَيَمُوتُواْ } جواب النفي ، ونصبه بإضمار أن وقرىء « فيموتون » عطفاً على يقضي ، وإدخالاً له في حكم النفي ، أي لا يقضي عليهم الموت فلا يموتون ، كقوله تعالى { وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } المرسلات 36 ، { كَذٰلِكَ } مثل ذلك الجزاء { نُجْزِى } وقرىء « يجازى » . « وَنُجْزِي » { كُلَّ كَفُورٍ } بالنون { يَصْطَرِخُونَ } يتصارخون يفتعلون من الصراخ وهو الصياح بجهد وشدّة . قال @ كَصَرْخَةٍ حُبْلَى أَسْلَمَتْهَا قبِيلُهَا @@ واستعمل في الاستغاثة لجهد المستغيث صوته . فإن قلت هلا اكتفى بصالحاً كما أكتفى به في قوله تعالى { فَٱرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَـٰلِحاً } السجدة 12 وما فائدة زيادة { غَيْرَ ٱلَّذِى كُـنَّا نَعْمَلُ } على أنه يؤذن أنهم يعملون صالحاً آخر غير الصالح الذي عملوه ؟ قلت فائدته زيادة التحسر على ما عملوه من غير الصالح مع الاعتراف به . وأما الوهم فزائل لظهور حالهم في الكفر وركوب المعاصي ، لأنهم كانوا يحسبون أنهم على سيرة صالحة ، كما قال الله تعالى { وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } الكهف 104 فقالوا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نحسبه صالحاً فنعمله { أَوَ لَمْ نُعَمّرْكُمْ } توبيخ من الله يعني فنقول لهم . وقرىء « وما يذكر فيه » من أذكر على الإدغام وهو متناول لكل عمر تمكن فيه المكلف من إصلاح شأنه وإن قصر إلاّ أن التوبيخ في المتطاول أعظم . وعن النبي صلى الله عليه وسلم 928 " العمرُ الذي أعذرَ اللَّهُ فيه إلى ابنِ آدمَ ستونَ سنةً " وعن مجاهد ما بين العشرين إلى الستين . وقيل ثماني عشر وسبع عشر . و { ٱلنَّذِيرُ } الرسول صلى الله عليه وسلم . وقيل الشيب . وقرىء « وجاءتكم النذر » فإن قلت علام عطف وجاءكم النذير ؟ قلت على معنى أو لم نعمركم لأن لفظه لفظ استخبار . ومعناه معنى إخبار ، كأنه قيل قد عمرناكم وجاءكم النذير .