Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 18-19)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ تَطَيَّرْنَا بِكُمْ } تشاءمنا بكم ، وذلك أنهم كرهوا دينهم ونفرت منهم نفوسهم ، وعادة الجهال أن يتيمنوا بكل شيء مالوا إليه واشتهوه وآثروه وقبلته طباعهم ، ويتشاءموا بما نفروا عنه وكرهوه ، فإن أصابهم نعمة أو بلاء قالوا ببركة هذا وبشؤم هذا ، كما حكى الله عن القبط { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ } الأعراف 131 . وعن مشركي مكة { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِكَ } النساء 78 . وقيل حبس عنهم القطر فقالوا ذلك . وعن قتادة إن أصابنا شيء كان من أجلكم « وطائركم معكم » وقرىء « طيركم » أي سبب شؤمكم معكم وهو كفرهم ، أو أسباب شؤمكم معكم ، وهي كفرهم ومعاصيهم . وقرأ الحسن « أطيركم » أي تطيركم . وقرىء « أئن ذكرتم » بمهزة الاستفهام وحرف الشرط . وءائن بألف بينهما ، بمعنى أتطيرون إن ذكرتم ؟ وقرىء « أأن ذكرتم » بهمزة الاستفهام وأن الناصبة ، يعني أتطيرتم لأن ذكرتم ؟ وقرىء أن ، وإن بغير استفهام لمعنى الإخبار ، أي تطيرتم لأن ذكرتم ، أو إن ذكرتم تطيرتم . وقرىء « أين ذكرتم » على التخفيف ، أي شؤمكم معكم حيث جرى ذكركم ، وإذا شئم المكان بذكرهم كان بحلولهم فيه أشأم { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } في العصيان ومن ثم أتاكم الشؤم ، لا من قبل رسل الله وتذكيرهم ، أو بل أنتم قوم مسرفون في ضلالكم متمادون في غيكم ، حيث تتشاءمون بمن يجب التبرك به من رسل الله .