Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 1-7)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرىء « يۤس » بالفتح ، كأين وكيف . أو بالنصب على اتل يۤس ، وبالكسر على الأصل كجير ، وبالرفع على هذه يۤس ، أو بالضم كحيث . وفخمت الألف وأميلت . وعن ابن عباس رضي الله عنهما معناه يا إنسان في لغة طيىء ، والله أعلم بصحته ، وإن صح فوجهه أن يكون أصله يا أنيسين ، فكثر النداء به على ألسنتهم حتى اقتصروا على شطره ، كما قالوا في القسم م الله في أيمن الله { ٱلْحَكِيمُ } ذي الحكمة . أو لأنه دليل ناطق بالحكمة كالحي . أو لأنه كلام حكيم فوصف بصفة المتكلم به { عَلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } خبر بعد خبر ، أو صلة للمرسلين . فإن قلت أي حاجة إليه خبراً كان أو صلة ، وقد علم أنّ المرسلين لا يكونون إلا على صراط مستقيم ؟ قلت ليس الغرض بذكره ما ذهبت إليه من تمييز من أرسل على صراط مستقيم عن غيره ممن ليس على صفته ، وإنما الغرض وصفه ووصف ما جاء به من الشريعة ، فجمع بين الوصفين في نظام واحد ، كأنه قال إنك لمن المرسلين الثابتين على طريق ثابت ، وأيضاً فإن التنكير فيه دلّ على أنه أرسل من بين الصرط المستقيمة لا يكتنه وصفه ، وقرىء « تنزيلُ العزيز الرحيم » بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، وبالنصب على أعني ، وبالجرّ على البدل من القرآن { قَوْماً مَّآ أُنذِرَ ءَابَاؤُهُمْ } قوماً غير منذر آباؤهم على الوصف ونحوه قوله تعالى { لِتُنذِرَ قَوْماً مّآ أَتَـٰهُم مّن نَّذِيرٍ مّن قَبْلِكَ } القصص 46 ، { وَمَا أَرْسَلْنآ إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مّن نَّذِيرٍ } سبأ 44 ، وقد فسر { مَّآ أُنذِرَ ءَابَاؤُهُمْ } على إثبات الإنذار . ووجه ذلك أن تجعل ما مصدرية ، لتنذر قوماً إنذار آبائهم أو موصولة ومنصوبة على المفعول الثاني لتنذر قوماً ما أنذره آباؤهم من العذاب ، كقوله تعالى { إِنَّآ أَنذَرْنَـٰكُمْ عَذَاباً قَرِيباً } النبأ 40 . فإن قلت أي فرق بين تعلقي قوله { فَهُمْ غَـٰفِلُونَ } على التفسيرين ؟ قلت هو على الأوّل متعلق بالنفي ، أي لم ينذروا فهم غافلون ، على أن عدم إنذارهم هو سبب غفلتهم ، وعلى الثاني بقوله { إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } لتنذر ، كما تقول أرسلتك إلى فلان لتنذره ، فإنه غافل . أو فهو غافل . فإن قلت كيف يكونون منذرين غير منذرين لمناقضة هذا ما في الآي الأخر ؟ قلت لا مناقضة لأنّ الآي في نفي إنذارهم لا في نفي إنذار آبائهم ، وآباؤهم القدماء من ولد إسماعيل وكانت النذارة فيهم . فإن قلت ففي أحد التفسيرين أنّ آباءهم لم ينذروا وهو الظاهر ، فما تصنع به ؟ قلت أريد آباؤهم الأدنون دون الأباعد لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون { ٱلْقَوْلُ } قوله تعالى { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } السجدة 13 يعني تعلق بهم هذا القول وثبت عليهم ووجب لأنهم ممن علم أنهم يموتون على الكفر .