Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 33-36)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

القراءة بالميتة على الخفة أشيع ، لسلسها على اللسان . و { أَحْيَيْنَٰهَا } استئناف بيان لكون الأرض الميتة آية ، وكذلك نسلخ ، ويجوز أن توصف الأرض والليل بالفعل ، لأنه أريد بهما الجنسان مطلقين لا أرض وليل بأعيانهما ، فعوملا معاملة النكرات في وصفهما بالأفعال ، ونحوه @ وَلَقَدْ امُرُّ عَلَى اللَّئِيمِ يَسُبُّنِي @@ وقوله { فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ } بتقديم الظرف للدلالة على أن الحب هو الشيء الذي يتعلق به معظم العيش ويقوم بالارتزاق منه صلاح الإنس ، وإذا قل جاء القحط ووقع الضرّ ، وإذا فقد جاء الهلاك ونزل البلاء . وقرىء « وفجرنا » بالتخفيف والتثقيل ، والفجر والتفجير ، كالفتح والتفتيح لفظاً ومعنى . وقرىء « ثمره » بفتحتين وضمتين وضمة وسكون ، والضمير لله تعالى والمعنى ليأكلوا مما خلقه الله من الثمر و من { مَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ } من الغرس والسقي والآبار ، وغير ذلك من الأعمال إلى أن بلغ الثمر منتهاه وإبان أكله ، يعني أن الثمر في نفسه فعل الله وخلقه ، وفيه آثار من كد بني آدم ، وأصله من ثمرنا كما قال وجعلنا ، وفجرنا فنقل الكلام من التكلم إلى الغيبة على طريقة الالتفات . ويجوز أن يرجع إلى النخيل ، وتترك الأعناب غير مرجوع إليها ، لأنه علم أنها في حكم النخيل فيما علق به من أكل ثمره . ويجوز أن يراد من ثمر المذكور وهو الجنات ، كما قال رؤبة @ فِيهَا خُطُوطٌ مِنْ بَيَاضٍ وَبَلَقْ كَأَنَّهُ فِي الجِلْدِ تَوْلِيعُ الْبَهَقْ @@ فقيل له ، فقال أردت كأن ذاك ولك أن تجعل { مَا } نافية على أنّ الثمر خلق الله ولم تعمله أيدي الناس ولا يقدرون عليه . وقرىء على الوجه الأوّل ، وما عملت من غير راجع ، وهي في مصاحف أهل الكوفة كذلك ، وفي مصاحف أهل الحرمين والبصرة والشام مع الضمير { ٱلأَزْوَٰجَ } الأجناس والأصناف { وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ } ومن أزواج لم يطلعهم الله عليها ولا توصلوا إلى معرفتها بطريق من طرق العلم ، ولا يبعد أن يخلق الله تعالى من الخلائق الحيوان والجماد ما لم يجعل للبشر طريقاً إلى العلم به ، لأنه لا حاجة بهم في دينهم ودنياهم إلى ذلك العلم ، ولو كانت بهم إليه حاجة لأعلمهم بما لا يعلمون ، كما أعلمهم بوجود ما لا يعلمون . وعن ابن عباس رضي الله عنهما لم يسمهم . وفي الحديث 936 " ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، بله ما أطلعتهم عليه " فأعلمنا بوجوده وإعداده ولم يعلمنا به ما هو ، ونحوه { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } السجدة 17 وفي الإعلام بكثرة ما خلق مما علموه ومما جهلوه ما دلّ على عظم قدرته واتساع ملكه .