Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 60-61)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

العهد الوصية ، وعهد إليه إذا وصاه . وعهد الله إليهم ما ركز فيهم من أدلة العقل وأنزل عليهم من دلائل السمع . وعبادة الشيطان طاعته فيما يوسوس به إليهم ويزينه لهم . وقرىء « إعهد » بكسر الهمزة . وباب « فعل » كله يجوز في حروف مضارعته الكسر ، إلا في الياء . وأعهد ، بكسر الهاء . وقد جوز الزجاج أن يكون من باب نعم ينعم وضرب يضرب . وأحهد بالحاء . وأحد وهي لغة تميم . ومنه قولهم دحا محا { هَـٰذَا } إشارة إلى ما عهد إليهم من معصية الشيطان وطاعة الرحمٰن ، إذ لا صراط أقوم منه ، ونحو التنكير فيه ما في قول كثيِّرُ @ لَئِنْ كَانَ يُهْدَى بَرْدُ أَنْيَابِهَا الْعُلى لأَفْقَرَ مِنِّي إنَّنِي لَفَقِيرُ @@ أراد إنني لفقير بليغ الفقر ، حقيق بأن أوصف به لكمال شرائطه فيّ ، وإلا لم يستقم معنى البيت ، وكذلك قوله { هَـٰذَا صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ } يريد صراط بليغ في بابه ، بليغ في استقامته ، جامع لكل شرط يجب أن يكون عليه . ويجوز أن يراد هذا بعض الصرط المستقيمة ، توبيخاً لهم على العدول عنه ، والتفادي عن سلوكه ، كما يتفادى الناس عن الطريق المعوج الذي يؤدي إلى الضلالة والتهلكة ، كأنه قيل أقل أحوال الطريق الذي هو أقوم الطرق أن يعتقد فيه كما يعتقد في الطريق الذي لا يضل السالك ، كما يقول الرجل لولده وقد نصحه النصح البالغ الذي ليس بعده هذا فيما أظنّ قول نافع غير ضار ، توبيخاً له عن الإعراض عن نصائحه .