Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 66-67)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الطمس تعفية شق العين حتى تعود ممسوحة { فَٱسْتَبَقُواْ ٱلصّرٰطَ } لا يخلو من أن يكون على حذف الجار وإيصال الفعل . والأصل فاستبقوا إلى الصراط . أو يضمن معنى ابتدروا . أو يجعل الصراط مسبوقاً لا مسبوقاً إليه . أو ينتصب على الظرف . والمعنى أنه لو شاء لمسح أعينهم ، فلو راموا أن يستبقوا إلى الطريق المهيع الذي اعتادوا سلوكه إلى مساكنهم وإلى مقاصدهم المألوفة التي تردّدوا إليها كثيراً - كما كانوا يستبقون إليه ساعين في متصرفاتهم موضعين في أمور دنياهم - لم يقدروا ، وتعايىٰ عليهم أن يبصروا ويعلموا جهة السلوك فضلاً عن غيره . أو لو شاء لأعماهم ، فلوا أرادوا أن يمشوا مستبقين في الطريق المألوف - كما كان ذلك هجيراهم - لم يستطيعوا . أو لو شاء لأعماهم ، فلو طلبوا أن يخلفوا الصراط الذي اعتادوا المشي فيه لعجزوا ولم يعرفوا طريقاً ، يعني أنهم لا يقدرون إلا على سلوك الطريق المعتاد دون ما وراءه من سائر الطرق والمسالك ، كما ترى العميان يهتدون فيما ألفوا وضروا به من المقاصد دون غيرها « على مكانتهم » وقرىء « على مكاناتهم » والمكانة والمكان واحد ، كالمقامة والمقام . أي لمسخناهم مسخاً يجمدهم مكانهم لا يقدرون أن يبرحوه بإقبال ولا إدبار ولا مضيّ ولا رجوع واختلف في المسخ ، فعن ابن عباس لمسخناهم قردة وخنازير . وقيل حجارة . عن قتادة لأقعدناهم على أرجلهم وأزمناهم . وقرىء « مضياً » بالحركات الثلاث ، فالمضيّ والمضي كالعتيّ والعتي . والمضيّ كالصبيّ .