Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 164-166)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا مِنَّا } أحد { إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ } فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه ، كقوله @ أَنَا ابْنُ جَلاَ وَطَلاَّعُ الثَّنَايَا بِكَفَّيْ كَانَ مِنْ أَرْمَى الْبَشَرْ @@ مقام معلوم في العبادة ، والانتهاء إلى أمر الله مقصور عليه لا يتجاوزه ، كما روى فمنهم راكع لا يقيم صلبه ، وساجد لا يرفع رأسه { لَنَحْنُ ٱلصَّافُّونَ } نصف أقدامنا في الصلاة ، أو أجنحتنا في الهواء . منتظرين ما نؤمر . وقيل نصف أجنحتنا حول العرش داعين للمؤمنين . وقيل إنّ المسلمين إنما اصطفوا في الصلاة منذ نزلت هذه الآية . وليس يصطف أحد من أهل الملل في صلاتهم غير المسلمين { ٱلْمُسَبّحُونَ } أي المنزهون أو المصلون . والوجه أن يكون هذا وما قبله من قوله { سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } الصافات 159 من كلام الملائكة حتى يتصل بذكرهم في قوله { وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ } الصافات 158 كأنه قيل ولقد علم الملائكة وشهدوا أن المشركين مفترون عليهم في مناسبة رب العزّة وقالوا سبحان الله ، فنزهوه عن ذلك ، واستثنوا عباد الله المخلصين وبرؤهم منه ، وقالوا للكفرة فإذا صحّ ذلك فإنكم وآلهتكم لا تقدرون أن تفتنوا على الله أحداً من خلقه وتضلّوه ، إلاّ من كان مثلكم ممن علم الله - لكفرهم ، لا لتقديره وإرادته ، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً - أنهم من أهل النار ، وكيف نكون مناسبين لربّ العزّة ويجمعنا وإياه جنسية واحدة ؟ وما نحن إلاّ عبيد أذلاء بين يديه ، لكل منا مقام من الطاعة لا يستطيع أن يزل عنه ظفراً ، خشوعاً لعظمته وتواضعاً لجلاله ، ونحن الصافون أقدامنا لعبادته وأجنحتنا ، مذعنين خاضعين مسبحين ممجدين ، وكما يجب على العباد لربهم . وقيل هو من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعني وما من المسلمين أحد إلاّ له مقام معلوم يوم القيامة على قدر عمله ، من قوله { عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُودًا } الإسراء 79 ثم ذكر أعمالهم وأنهم هم الذين يصطفون في الصلاة يسبحون الله وينزهونه مما يضيف إليه من لا يعرفه مما لا يجوز عليه .