Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 30-33)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقرىء « نعم العبد » على الأصل ، والمخصوص بالمدح محذوف . وعلل كونه ممدوحاً بكونه أوّاباً رجاعاً إليه بالتوبة . أو مسبحاً مؤوّباً للتسبيح مرجعاً له ، لأن كل مؤوّب أوّاب . والصافن الذي في قوله @ أَلِفَ الصّفُونَ فَمَا يَزَالُ كَأَنَّهُ مِمَّا يَقُومُ عَلَى الثَّلاَثِ كَسِيراً @@ وقيل الذي يقوم على طرف سنبك يد أو رجل هو المتخيم . وأما الصافن فالذي يجمع بين يديه . وعن النبي صلى الله عليه وسلم 957 " من سره أن يقوم الناس له صفوناً فليتبوّأ مقعده من النار " أي واقفين كما خدم الجبابرة . فإن قلت ما معنى وصفها بالصفون ؟ قلت الصفون لا يكاد يكون في الهجن ، وإنما هو في العراب الخلص . وقيل وصفها بالصفون والجودة ، ليجمع لها بين الوصفين المحمودين واقفة وجارية ، يعني إذا وقفت كانت ساكنة مطمئنة في مواقفها ، وإذا جرت كانت سراعاً خفافاً في جريها . وروى أن سليمان عليه السلام غزا أهل دمشق ونصيبين ، فأصاب ألف فرس . وقيل ورثها من أبيه وأصابها أبوه من العمالقة . وقيل خرجت من البحر لها أجنحة ، فقعد يوماً بعد ما صلى الأولى على كرسيه واستعرضها ، فلم تزل تعرض عليه حتى غربت الشمس وغفل عن العصر أو عن ورد من الذكر كان له وقت العشي ، وتهيبوه فلم يعلموه ، فاغتم لما فاته ، فاستردها وعقرها مقرباً لله ، وبقي مائة ، فما بقي في أيدي الناس من الجياد فمن نسلها ، وقيل لما عقرها أبدله الله خيراً منها . وهي الريح تجري بأمره . فإن قلت ما معنى { أَحْبَبْتُ حُبَّ ٱلْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِى } ؟ قلت أحببت مضمن معنى فعل يتعدى بعن ، كأنه قيل أنبت حب الخير عن ذكر ربي . أو جعلت حب الخير مجزياً أو مغنياً عن ذكر ربي . وذكر أبو الفتح الهمداني في كتاب التبيان أن « أحببت » بمعنى لزمت من قوله @ مِثْلُ بَعِيرِ السُّوءِ إذْ أَحَبَّا @@ وليس بذاك . والخير المال ، كقوله { إِن تَرَكَ خَيْرًا } البقرة 180 وقوله { وَإِنَّهُ لِحُبّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } العاديات 8 والمال الخيل التي شغلته . أو سمي الخيل خيراً كأنها نفس الخير لتعلق الخير بها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 958 " الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة " وقال في زيد الخيل حين وفد عليه وأسلم 959 " ما وُصف لي رجل فرأيته إلا كان دون ما بلغني إلا زيد الخيل " وسماه زيد الخير . وسأل رجل بلالاً رضي الله عنه عن قوم يستبقون من السابق ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال له الرجل أردت الخيل . فقال وأنا أردت الخير . والتواري بالحجاب مجاز في غروب الشمس عن تواري الملك . أو المخبأة بحجابهما . والذي دلّ على أن الضمير للشمس مرور ذكر العشي ، ولا بد للمضمر من جري ذكر أو دليل ذكر . وقيل الضمير للصافنات ، أي حتى توارت بحجاب الليل يعني الظلام . ومن بدع التفاسير أن الحجاب جبل دون قاف بمسيرة سنة تغرب الشمس من ورائه { فَطَفِقَ مَسْحاً } فجعل يمسح مسحاً ، أي يمسح بالسيف بسوقها وأعناقها ، يعني يقطعها . يقال مسح علاوته ، إذا ضرب عنقه ، ومسح المسفر الكتاب إذا قطع أطرافه بسيفه . وعن الحسن كسف عراقيبها وضرب أعناقها ، أراد بالكسف القطع ، ومنه الكسف في ألقاب الزحاف في العروض . ومن قاله بالشين المعجمة فمصحف . وقيل مسحها بيده استحساناً لها وإعجاباً بها . فإن قلت بم اتصل قوله { رُدُّوهَا عَلَىَّ } ؟ قلت بمحذوف ، تقديره قال ردّوها عليّ ، فأضمر وأضمر ما هو جواب له ، كأن قائلاً قال فماذا قال سليمان ؟ لأنه موضع مقتض للسؤال اقتضاءً ظاهراً ، وهو اشتغال نبيّ من أنبياء الله بأمر الدنيا ، حتى تفوّته الصلاة عن وقتها . وقرىء « بالسؤوق » بهمز الواو لضمتها ، كما في أدؤر . ونظيره الغؤر ، في مصدر غارت الشمس . وأما من قرأ بالسؤق فقد جعل الضمة في السين كأنها في الواو للتلاصق ، كما قيل مؤسى ونظير ساق وسوق أسد وأسد . وقرىء « بالساق » اكتفاء بالواحد عن الجمع ، لأمن الإلباس .