Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 22-22)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَفَمَن } عرف الله أنه من أهل اللطف فلطف به حتى انشرح صدره للإسلام ورغب فيه وقبله كمن لا لطف له فهو حرج الصدر قاسي القلب ، ونور الله هو لطفه . 966 وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فقيل يا رسول الله ، كيف انشراح الصدر ؟ قال " إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح " ، فقيل يا رسول الله ، فما علامة ذلك ؟ قال " الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والتأهب للموت قبل نزول الموت " ، وهو نظير قوله { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ } الزمر 9 في حذف الخبر { مّن ذِكْرِ ٱللَّهِ } من أجل ذكره ، أي إذا ذكر الله عندهم أو آياته اشمأزوا وازدادت قلوبهم قساوة ، كقوله تعالى { فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ } التوبة 125 . وقرىء « عن ذكر الله » فإن قلت ما الفرق بين من وعن في هذا ؟ قلت إذا قلت قسا قلبه من ذكر الله ، فالمعنى ما ذكرت ، من أن القسوة من أجل الذكر وبسببه ، وإذا قلت عن ذكر الله ، فالمعنى غلظ عن قبول الذكر وجفا عنه . ونظيره سقاه من العيمة ، أي من أجل عطشه ، وسقاه عن العيمة إذا أرواه حتى أبعده عن العطش .