Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 115-121)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } وهو السبيل الذي هم عليه من الدين الحنيفي القيم ، وهو دليل على أن الإجماع حجة لا تجوز مخالفتها ، كما لا تجوز مخالفة الكتاب والسنة ، لأنّ الله عز وعلا جمع بين اتباع سبيل غير المؤمنين ، وبين مشاقة الرسول في الشرط ، وجعل جزاءه الوعيد الشديد ، فكان اتباعهم واجباً كموالاة الرسول عليه الصلاة والسلام . قوله { نُوَلّهِ مَا تَوَلَّىٰ } نجعله والياً لما تولى من الضلال ، بأن نخذله ونخلي بينه وبين ما اختاره { وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ } وقرىء « ونصله » ، بفتح النون ، من صلاه . وقيل هي في طعمة وارتداده وخروجه إلى مكة { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ } تكرير للتأكيد ، وقيل كرّر لقصة طعمة ، وروي أنه مات مشركاً . وقيل 317 جاء شيخ من العرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني شيخ منهمك في الذنوب ، إلا أني لم أشرك بالله شيئاً منذ عرفته وآمنت به ، ولم أتخذ من دونه ولياً ، ولم أوقع المعاصي جرأة على الله ولا مكابرة له ، وما توهمت طرفة عين أني أعجز الله هرباً ، وإني لنادم تائب مستغفر ، فما ترى حالي عند الله ؟ فنزلت . وهذا الحديث ينصر قول من فسر { مَن يَشَآء } بالتائب من ذنبه { إِلاَّ إِنَـٰثاً } هي اللات والعزى ومناة . وعن الحسن لم يكن حيّ من أحياء العرب إلا ولهم صنم يعبدونه يسمونه أنثى بني فلان . وقيل كانوا يقولون في أصنامهم هنّ بنات الله . وقيل المراد الملائكة . لقولهم الملائكة بنات الله . وقرىء « أنثاً » ، جمع أنيث أو أناث . « ووثناً » . « وأثناً » ، بالتخفيف والتثقيل جمع وثن ، كقولك أسد وأسد وأسد . وقلب الواو ألفاً نحو « أُجوه » في وجوه . وقرأت عائشة رضي الله عنها « أوثاناً » { وَإِن يَدْعُونَ } وإن يعبدون بعبادة الأصنام { إِلاَّ شَيْطَـٰناً } لأنه هو الذي أغراهم على عبادتها فأطاعوه فجعلت طاعتهم له عبادة . و { لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَقَالَ لاَتَّخِذَنَّ } صفتان بمعنى شيطاناً مريداً جامعاً بين لعنة الله وهذا القول الشنيع { نَصِيباً مَّفْرُوضاً } مقطوعاً واجباً فرضته لنفسي من قولهم فرض له في العطاء ، وفرض الجند رزقه . قال الحسن من كل ألف تسعمائة وتسعين إلى النار { وَلامَنّيَنَّهُمْ } الأماني الباطلة من طول الأعمار ، وبلوغ الآمال ، ورحمة الله للمجرمين بغير توبة والخروج من النار بعد دخولها بالشفاعة ونحو ذلك . وتبتيكهم الآذان فعلهم بالبحائر ، كانوا يشقون أذن الناقة إذا ولدت خمسة أبطن وجاء الخامس ذكراً ، وحرموا على أنفسهم الانتفاع بها . وتغييرهم خلق الله فقء عين الحامي وإعفاؤه عن الركوب . وقيل الخصاء ، وهو في قول عامة العلماء مباح في البهائم . وأما في بني آدم فمحظور . وعند أبي حنيفة يكره شراء الخصيان وإمساكهم واستخدامهم ، لأن الرغبة فيهم تدعو إلى خصائهم . وقيل فطرة الله التي هي دين الإسلام ، وقيل للحسن إن عكرمة يقول هو الخصاء ، فقال كذب عكرمة ، هو دين الله . وعن ابن مسعود هو الوشم . وعنه 318 " لعن الله الواشرات والمتنمصات والمستوشمات المغيرات خلق الله " وقيل التخنث .