Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 131-133)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مِن قَبْلِكُمْ } متعلق بوصينا ، أو بأوتوا { وَإِيَّـٰكُمْ } عطف على الذين أوتوا { ٱلْكِتَـٰبِ } اسم للجنس يتناول الكتب السماوية { أَنِ ٱتَّقُواْ } بأن اتقوا . وتكون أن المفسرة ، لأنّ التوصية في معنى القول وقوله { وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ للَّهِ } عطف على اتقوا لأنّ المعنى أمرناهم وأمرناكم بالتقوى ، وقلنا لهم ولكم إن تكفروا فإن لله . والمعنى إن لله الخلق كله وهو خالقهم ومالكهم والمنعم عليهم أصناف النعم كلها ، فحقه أن يكون مطاعاً في خلقه غير معصيّ . يتقون عقابه ويرجون ثوابه . ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من الأمم السالفة ووصيناكم أن اتقوا الله ، يعني أنها وصية قديمة ما زال يوصي الله بها عباده ، لستم بها مخصوصين ، لأنهم بالتقوى يسعدون عنده ، وبها ينالون النجاة في العاقبة ، وقلنا لهم ولكم وإن تكفروا فإن لله في سمواته وأرضه من الملائكة والثقلين من يوحده ويعبده ويتقيه { وَكَانَ ٱللَّهُ } مع ذلك { غَنِيّاً } عن خلقه وعن عبادتهم جميعاً ، مستحقاً لأن يحمد لكثرة نعمه وإن لم يحمده أحد منهم وتكرير قوله { للَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } تقرير لما هو موجب تقواه ليتقوه فيطيعوه ولا يعصوه ، لأن الخشية والتقوى أصل الخير كله { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } يفنكم ويعدمكم كما أوجدكم وأنشأكم { وَيَأْتِ بِـآخَرِينَ } ويوجد إنساً آخرين مكانكم أو خلقاً آخرين غير الإنس { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ ذٰلِكَ } من الإعدام والإيجاد { قَدِيراً } بليغ القدرة لا يمتنع عليه شيء أراده ، وهذا غضب عليهم وتخويف وبيان لاقتداره . وقيل هو خطاب لمن كان يعادي رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرب . أي إن يشأ يمتكم ويأت بأناس آخرين يوالونه . ويروى 322 أنها لما نزلت ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على ظهر سلمان وقال « إنهم قوم هذا » يريد أبناء فارس .