Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 135-135)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَوَّامِينَ بِٱلْقِسْطِ } مجتهدين في إقامة العدل حتى لا تجوروا { شُهَدَاء للَّهِ } تقيمون شهاداتكم لوجه الله كما أمرتم بإقامتها { وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ } ولو كانت الشهادة على أنفسكم أو آبائكم أو أقاربكم . فإن قلت الشهادة على الوالدين والأقربين أن تقول أشهد أن لفلان على والديّ كذا ، أو على أقاربي . فما معنى الشهادة على نفسه ؟ قلت هي الإقرار على نفسه ، لأنه في معنى الشهادة عليها بإلزام الحق لها . ويجوز أن يكون المعنى وإن كانت الشهادة وبالاً على أنفسكم ، أو على آبائكم وأقاربكم ، وذلك أن يشهد على من يتوقع ضرره من سلطان ظالم أو غيره { إن يَكُنْ } إن يكن المشهود عليه { غَنِيّاً } فلا تمنع الشهادة عليه لغناه طلباً لرضاه { أَوْ فَقَيراً } فلا تمنعها ترحماً عليه { فَٱللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا } بالغني والفقير أي بالنظر لهما وإرادة مصلحتهما ، ولولا أن الشهادة عليهما مصلحة لهما لما شرعها ، لأنه أنظر لعباده من كل ناظر . فإن قلت لم ثنى الضمير في أولى بهما وكان حقه أن يوحد ، لأن قوله { إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً } في معنى إن يكن أحد هذين ؟ قلت قد رجع الضمير إلى ما دل عليه قوله { إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً } لا إلى المذكور ، فلذلك ثنى ولم يفرد ، وهو جنس الغنيّ وجنس الفقير ، كأنه قيل فالله أولى بجنسي الغنيّ والفقير ، أي بالأغنياء والفقراء ، وفي قراءة أبيّ فالله أولى بهم وهي شاهدة على ذلك . وقرأ عبد الله « إن يكن غني أو فقير » ، على كان التامة { أَن تَعْدِلُواْ } يحتمل العدل والعدول ، كأنه قيل فلا تتبعوا الهوى ، كراهة أن تعدلوا بين الناس ، أو إرادة أن تعدلوا عن الحق { وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ } وإن تلووا ألسنتكم عن شهادة الحق أو حكومة العدل ، أو تعرضوا عن الشهادة بما عندكم وتمنعوها . وقرىء « وإن تلوا ، أو تعرضوا » ، بمعنى وإن وليتم إقامة الشهادة أو أعرضتم عن إقامتها { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } وبمجازاتكم عليه .