Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 145-146)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ } الطبق الذي في قعر جهنم ، والنار سبع دركات ، سميت بذلك لأنها متداركة متتابعة بعضها فوق بعض ، وقرىء بسكون الراء ، والوجه التحريك ، لقولهم أدراك جهنم . فإن قلت لِمَ كان المنافق أشدّ عذاباً من الكافر ؟ قلت لأنه مثله في الكفر ، وضم إلى كفره الاستهزاء بالإسلام وأهله ومداجاتهم { وَأَصْلَحُواْ } ما أفسدوا من أسرارهم وأحوالهم في حال النفاق { وَٱعْتَصِمُواْ بِٱللَّهِ } ووثقوا به كما يثق المؤمنون الخلص { وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ } لا يبتغون بطاعتهم إلا وجهه { فَأُوْلَـئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } فهم أصحاب المؤمنين ورفقاؤهم في الدارين { وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً } فيشاركونهم فيه ويساهمونهم . فإن قلت مَن المنافق ؟ قلت هو في الشريعة من أظهر الإيمان وأبطن الكفر . وأمّا تسمية من ارتكب ما يفسق به بالمنافق فللتغليظ ، كقوله 324 « من ترك الصلاة متعمداً فقد كفر » ومنه قوله عليه الصلاة والسلام 325 " ثلاث من كنّ فيه فهو منافق ، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم من إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان " ، وقيل لحذيفة رضي الله عنه مَن المنافق ؟ فقال الذي يصف الإسلام ولا يعمل به . وقيل لابن عمر ندخل على السلطان ونتكلم بكلام فإذا خرجنا تكلمنا بخلافه فقال كنا نعدّه من النفاق . وعن الحسن أتى على النفاق زمان وهو مقروع فيه ، فأصبح وقد عمم وقلد وأعطى سيفاً ، يعني الحجاج .