Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 57-58)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ظَلِيلاً } صفة مشتقة من لفظ الظلّ لتأكيد معناه . كما يقال ليل أليل . ويوم أيوم ، وما أشبه ذلك . وهو ما كان فينانا لا جوب فيه ، ودائماً لا تنسخه الشمس ، وسجسجاً لا حرّ فيه ولا برد ، وليس ذلك إلا ظل الجنة . رزقنا الله بتوفيقه لما يزلف إليه التفيؤ تحت ذلك الظل . وفي قراءة عبد الله « سيدخلهم » بالياء { أَن تُؤدُّاْ الأَمٰنٰتِ } الخطاب عام لكل أحد في كل أمانة . وقيل نزلت في عثمان بن طلحة بن عبد الدار وكان سادن الكعبة . وذلك 286 أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة يوم الفتح أغلق عثمان باب الكعبة وصعد السطح ، وأبى أن يدفع المفتاح إليه ، وقال لو علمت أنه رسول الله لم أمنعه ، فلوى علي بن أبي طالب رضي الله عنه يده . وأخذه منه وفتح ، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى ركعتين . فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح ويجمع له السقاية والسدانة . فنزلت ، فأمر علياً أن يردّه إلى عثمان ويعتذر إليه فقال عثمان لعليّ أكرهت وآذيت ثم جئت ترفق ؟ فقال لقد أنزل الله في شأنك قرآناً ، وقرأ عليه الآية ، فقال عثمان أشهد أن لا إلٰه إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ، فهبط جبريل وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن السدانة في أولاد عثمان أبداً . وقيل هو خطاب للولاة بأداء الأمانات والحكم بالعدل . وقرىء « الأمانة » ، على التوحيد { نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ } ما إما أن تكون منصوبة موصوفة بيعظكم به ، وإما أن تكون مرفوعة موصولة به ، كأنه قيل نعم شيئاً يعظكم به . أو نعم الشيء الذي يعظكم به . والمخصوص بالمدح محذوف ، أي نعمّا يعظكم به ذاك ، وهو المأمور به من أداء الأمانات والعدل في الحكم . وقرىء « نعما » بفتح النون .