Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 69-70)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الصديقون أفاضل صحابة الأنبياء الذين تقدموا في تصديقهم كأبي بكر الصديق رضي الله عنه وصدقوا في أقوالهم وأفعالهم . وهذا ترغيب للمؤمنين في الطاعة ، حيث وعدوا مرافقة أقرب عباد الله إلى الله وأرفعهم درجات عنده { وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً } فيه معنى التعجب كأنه قيل وماأحسن أولئك رفيقاً لاستقلاله بمعنى التعجب . قرىء « وحسْن » ، بسكون السين . يقول المتعجب حسن الوجه وجهك ! وحسن الوجه وجهك ، بالفتح والضم مع التسكين . والرفيق كالصديق والخليط في استواء الواحد والجمع فيه ، ويجوز أن يكون مفرداً ، بين به الجنس في باب التمييز . وروي 290 أنّ ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شديد الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم قليل الصبر عنه ، فأتاه يوماً وقد تغير وجهه ونحل جسمه وعرف الحزن في وجهه فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حاله ، فقال يا رسول الله ، ما بي من وجع غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ، فذكرت الآخرة ، فخفت أن لا أراك هناك ، لأني عرفت أنك ترفع مع النبيين وإن أدخلت الجنة كنت في منزل دون منزلك ، وإن لم أدخل فذاك حين لا أراك أبداً ، فنزلت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى أكون أحبّ إليه من نفسه وأبويه وأهله وولده والناس أجمعين " وحكى ذلك عن جماعة من الصحابة { ذٰلِكَ } مبتدأ و { ٱلْفَضْلُ } صفته و { مِنَ ٱللَّهِ } الخبر ، ويجوز أن يكون ذلك مبتدأ ، والفضل من الله خبره ، والمعنى أنّ ما أعطي المطيعون من الأجر العظيم ومرافقة المنعم عليهم من الله لأنه تفضل به عليهم تبعاً لثوابهم { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيماً } بجزاء من أطاعه أو أراد أَنَّ فضل المنعم عليهم ومزيتهم من الله ، لأنهم اكتسبوه بتمكينه وتوفيقه وكفى بالله عليماً بعباده فهو يوفقهم على حسب أحوالهم .