Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 72-73)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اللام في لمنَ للابتداء بمنزلتها في قوله { إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ } النحل 18 وفي { لَّيُبَطّئَنَّ } جواب قسم محذوف تقديره وإنّ منكم لمن أقسم بالله ليبطئن ، والقسم وجوابه صلة من ، والضمير الراجع منها إليه ما استكن في { لَّيُبَطّئَنَّ } والخطاب لعسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمبطئون منهم المنافقون لأنهم كانوا يغزون معهم نفاقاً . ومعنى ليبطئن ليتثاقلن وليتخلفن عن الجهاد وبطأ بمعنى أبطأ كعتم بمعنى أعتم ، إذا أبطأ ، وقرىء « ليبطئن » بالتخفيف يقال بطأ عليّ فلان وأبطأ عليّ وبطؤ نحو ثقل ، ويقال ما بطأ بك ، فيعدى بالباء ، ويجوز أن يكون منقولاً من بطؤ ، نحو ؟ ثقل من ثقل ، فيراد ليبطئن غيره وليثبطنه عن الغزو ، وكان هذا ديدن المنافق عبد الله بن أبيّ ، وهو الذي ثبط الناس يوم أُحد { فَإِنْ أَصَـٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ } من قتل أو هزيمة { فَضْلٌ مِنَ اللهِ } من فتح أو غنيمة { لَّيَقُولَنَّ } وقرأ الحسن « ليقولون » بضم اللام إعادة للضمير إلى معنى من لأن قوله لمن ليبطئن في معنى الجماعة ، وقوله { كَأَن لَّمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ } اعتراض بين الفعل الذي هو ليقولن وبين مفعوله وهو { يٰلَيْتَنِى } والمعنى كأن لم تتقدم له معكم موادّة ، لأن المنافقين كانوا يوادّون المؤمنين ويصادقونهم في الظاهر ، وإن كانوا يبغون لهم الغوائل في الباطن ، والظاهر أنه تهكم لأنهم كانوا أعدى عدوّ للمؤمنين وأشدهم حسداً لهم ، فكيف يوصفون بالمودّة إلا على وجه العكس تهكماً بحالهم . وقرىء « فأفوز » بالرفع عطفاً على كنت معهم لينتظم الكون معهم ، والفوز معنى التمني ، فيكونا متمنيين جميعاً ، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، بمعنى فأنا أفوز في ذلك الوقت .