Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 79-81)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الأنعام الإبل خاصة . فإن قلت لم قال { لِتَرْكَـبُواْ مِنْهَا } ولتبلغوا عليها ، ولم يقل ، لتأكلوا منها ، ولتصلوا إلى منافع ؟ أو هلا قال منها تركبون ومنها تأكلون وتبلغون عليها حاجة في صدوركم ؟ قلت في الركوب الركوب في الحج والغزو ، وفي بلوغ الحاجة الهجرة من بلد إلى بلد لإقامة دين أو طلب علم ، وهذه أغراض دينية إمّا واجبة أو مندوب إليها مما يتعلق به إرادة الحكيم . وأما الأكل وإصابة المنافع فمن جنس المباح الذي لا يتعلق به إرادته ، ومعنى قوله { وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } وعلى الأنعام وحدها لا تحملون ، ولكن عليها وعلى الفلك في البر والبحر . فإن قلت هلا قيل وفي الفلك ، كما قال { قُلْنَا ٱحْمِلْ فِيهَا مِن كُلّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ } ؟ هود 40 قلت معنى الإيعاء ومعنى الاستعلاء كلاهما مستقيم لأنّ الفلك وعاء لمن يكون فيها حمولة له يستعليها ، فلما صحّ المعنيان صحت العبارتان . وأيضاً فليطابق قوله وعليها ويزاوجه { فَأَىَّ ءايَـٰتِ ٱللَّهِ } جاءت على اللغة المستفيضة . وقولك فأية آيات الله قليل ، لأنّ التفرقة بين المذكر والمؤنث في الأسماء غير الصفات نحو حمار وحمارة غريب . وهي في أي أغرب لإبهامه .