Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 34-35)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعني أنّ الحسنة والسيئة متفاوتتان في أنفسهما فخذ الحسنة التي هي أحسن من أختها - إذا اعترضتك حسنتان - فادفع بها السيئة التي ترد عليك من بعض أعدائك . ومثال ذلك رجل أساء إليك إساءة ، فالحسنة أن تعفو عنه ، والتي هي أحسن أن تحسن إليه مكان إساءته إليك ، مثل أن يذمك فتمدحه ويقتل ولدك فتفتدي ولده من يد عدوه ، فإنك إذا فعلت ذلك انقلب عدوك المشاقّ مثل الولي الحميم مصافاة لك . ثم قال وما يلقى هذه الخليقة أو السجية التي هي مقابلة الإساءة بالإحسان إلاّ أهل الصبر ، وإلا رجل خير وفق لحظ عظيم من الخير . فإن قلت فهلا قيل فادفع بالتي هي أحسن ؟ قلت هو على تقدير قائل قال فكيف أصنع ؟ فقيل ادفع بالتي هي أحسن . وقيل لا مزيدة . والمعنى ولا تستوي الحسنة والسيئة . فإن قلت فكان القياس على هذا التفسير أن يقال ادفع بالتي هي حسنة ، قلت أجل ، ولكن وضع التي هي أحسن موضع الحسنة ، ليكون أبلغ في الدفع بالحسنة لأنّ من دفع بالحسنى هان عليه الدفع بما هو دونها . وعن ابن عباس رضي الله عنهما { بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ } الصبر عند الغضب ، والحلم عند الجهل ، والعفو عند الإساءة ، وفسر الحظ بالثواب . وعن الحسن رحمه الله والله ما عظم حظ دون الجنة ، وقيل نزلت في أبي سفيان بن حرب وكان عدواً مؤذياً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصار ولياً مصافياً .