Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 27-27)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَبَغَوْاْ } من البغي وهو الظلم ، أي لبغى هذا على ذاك ، وذاك على هذا ، لأنّ الغنى مبطرة مأشرة ، وكفى بحال قارون عبرة . ومنه قوله عليه الصلاة والسلام 994 " أخوف ما أخاف على أمّتي زهرة الدنيا وكثرتها " ولبعض العرب @ وَقَدْ جَعَلَ الْوَسْمِيَّ يَنْبُتُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بني رُومَانَ نَبْعاً وَشَوْحَطَا @@ يعني أنهم أحيوا فحدّثوا أنفسهم بالبغي والتفانن . أو من البغي وهو البذخ والكبر ، أي لتكبروا في الأرض ، وفعلوا ما يتبع الكبر من العلو فيها والفساد . وقيل نزلت في قوم من أهل الصفة تمنوا سعة الرزق والغنى . قال خباب بن الأرت فينا نزلت ، وذلك أنا نظرنا إلى أموال بني قريظة والنضير وبني قينقاع فتمنيناها { بِقَدَرٍ } بتقدير . يقال قدره قدراً وقدرا . { خَبِيرُ بَصِيرٌ } يعرف ما يؤول إليه أحوالهم ، فيقدّر لهم ما هو أصلح لهم وأقرب إلى جمع شملهم ، فيفقر ويغنى ، ويمنع ويعطي ، ويقبض ويبسط كما توجبه الحكمة الربانية . ولو أغناهم جميعاً لبغوا ، ولو أفقرهم لهلكوا . فإن قلت قد نرى الناس يبغي بعضهم على بعض ، ومنهم مبسوط لهم ، ومنهم مقبوض عنهم فإن كان المبسوط لهم لم يبغون ، فلم بسط لهم وإن كان المقبوض عنهم يبغون فقد يكون البغي بدون البسط ، فلم شرطه ؟ قلت لا شبهة في أنّ البغي مع الفقر أقل ومع البسط أكثر وأغلب ، وكلاهما سبب ظاهر للإقدام على البغي والإحجام عنه ، فلو عم البسط لغلب البغي حتى ينقلب الأمر إلى عكس ما عليه الآن .