Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 7-7)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ومثل ذلك { أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } وذلك إشارة إلى معنى الآية قبلها من أنّ الله تعالى هو الرقيب عليهم ، وما أنت برقيب عليهم ، ولكن نذير لهم لأنّ هذا المعنى كرره الله في كتابه في مواضع جمة ، والكاف مفعول به لأوحينا . و { قُرْءاناً عَرَبِيّاً } حال من المفعول به ، أي أوحيناه إليك وهو قرآن عربي بين ، لا لبس فيه عليك ، لتفهم ما يقال لك ، ولا تتجاوز حدّ الإنذار . ويجوز أن يكون ذلك إشارة إلى مصدر أوحينا ، أي ومثل ذلك الإيحاء البين المفهم أوحينا إليك قرآناً عربياً بلسانك { لّتُنذِرَ } يقال أنذرته كذا وأنذرته بكذا . وقد عدى الأوّل ، أعني لتنذر أمّ القرى ، إلى المفعول الأول والثاني وهو قوله وتنذر يوم الجمع إلى المفعول الثاني { أُمَّ ٱلْقُرَىٰ } أهل أمّ القرى كقوله تعالى { وَٱسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ } يوسف 82 . { وَمَنْ حَوْلَهَا } من العرب . وقرىء « لينذر » بالياء والفعل للقرآن { يَوْمَ ٱلْجَمْعِ } يوم القيامة ، لأنّ الخلائق تجمع فيه . قال الله تعالى { يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ٱلْجَمْعِ } التغابن 9 وقيل يجمع بين الأرواح والأجساد . وقيل يجمع بين كل عامل وعمله . و { لاَ رَيْبَ فِيهِ } اعتراض لا محل له . قرىء « فريق » وفريق بالرفع والنصب ، فالرفع على منهم فريق ، ومنهم فريق . والضمير للمجموعين لأن المعنى يوم جمع الخلائق . والنصب على الحال منهم ، أي متفرّقين ، كقوله تعالى { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } الروم 14 . فإن قلت كيف يكونون مجموعين متفرّقين في حالة واحدة ؟ قلت هم مجموعون في ذلك اليوم مع افتراقهم في داري البؤس والنعيم ، كما يجتمع الناس يوم الجمعة متفرّقين في مسجدين . وإن أريد بالجمع جمعهم في الموقف ، فالتفرّق على معنى مشارفتهم للتفرّق .