Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 51-57)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرىء « في مقام » بالفتح وهو موضع القيام ، والمراد المكان ، وهو من الخاص الذي وقع مستعملاً في معنى العموم . وبالضم وهو موضع الإقامة . و { ٱلأَمِين } من قولك أمن الرجل أمانة فهو أمين . وهو ضد الخائن ، فوصف به المكان استعارة لأنّ المكان المخيف كأنما يخون صاحبه بما يلقى فيه من المكاره . قيل السندس ما رق من الديباج . والإستبرق ما غلظ منه وهو تعريب استبر . فإن قلت كيف ساغ أن يقع في القرآن العربي المبين لفظ أعجمي ؟ قلت إذا عرب خرج من أن يكون عجمياً لأن معنى التعريب أن يجعل عربياً بالتصرف فيه ، وتغييره عن منهاجه ، وإجرائه على أوجه الإعراب { كَذَٰلِكَ } الكاف مرفوع على الأمر كذلك . أو منصوب على مثل ذلك أثبناهم { وَزَوَّجْنَـٰهُم } وقرأ عكرمة « بحور عين » على الإضافة والمعنى بالحور من العين لأن العين إما أن تكون حوراً أو غير حور ، فهؤلاء من الحور العين لا من شهلهن مثلاً . وفي قراءة عبد الله « بعيس عين » والعيساء البيضاء تعلوها حمرة وقرأ عبيد بن عمير « لا يذاقون فيها الموت » وقرأ عبد الله « لا يذوقون فيها طعم الموت » ، فإن قلت كيف استثنيت الموتة الأولى - المذوقة قبل دخول الجنة - من الموت المنفي ذوقه فيها ؟ قلت أريد أن يقال لا يذوقون فيها الموت البتة ، فوضع قوله { إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ } موضع ذلك لأن الموتة الماضية محال ذوقها في المستقبل ، فهو من باب التعليق بالمحال ، كأنه قيل إن كانت الموتة الأولى يستقيم ذوقها في المستقبل فإنهم يذوقونها . وقرىء « ووقاهم » بالتشديد { فَضْلاً مّن رَّبِّكَ } عطاء من ربك وثواباً ، يعني كل ما أعطى المتقين من نعيم الجنة والنجاة من النار . وقرىء « فضل » أي ذلك فضل .