Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 33-33)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلاَ تُبْطِلُواْ أَعْمَـٰلَكُمْ } أي لا تحبطوا الطاعات بالكبائر ، كقوله تعالى { لا تَرْفَعُواْ أَصْوٰتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِىّ } الحجرات 2 إلى أن قال { أَن تَحْبَطَ أَعْمَـٰلُكُمْ } الحجرات 20 وعن أبي العالية كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع الإيمان ذنب ، كما لا ينفع مع الشرك عمل ، حتى نزلت { وَلاَ تُبْطِلُواْ أَعْمَـٰلَكُمْ } فكانوا يخافون الكبائر على أعمالهم . وعن حذيفة فخافوا أن تحبط الكبائر أعمالهم . وعن ابن عمر كنا نرى أنه ليس شيء من حسناتنا إلا مقبولاً ، حتى نزل { وَلاَ تُبْطِلُواْ أَعْمَـٰلَكُمْ } فقلنا ما هذا الذي يبطل أعمالنا ؟ فقلنا الكبائر الموجبات والفواحش ، حتى نزل { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء } النساء 116 فكففنا عن القول في ذلك ، فكنا نخاف على من أصاب الكبائر ونرجو لمن لم يصبها . وعن قتادة رحمه الله رحم الله عبداً لم يحبط عمله الصالح بعمله السيء . وقيل لا تبطلوها بمعصيتهما . وعن ابن عباس رضي الله عنهما لا تبطلوها بالرياء والسمعة ، وعنه بالشك والنفاق ، وقيل بالعجب فإنّ العجب يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب . وقيل ولا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى .