Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 25-25)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقرىء « والهدي » والهدي بتخفيف الياء وتشديدها ، وهو ما يهدى إلى الكعبة بالنصب عطفاً على الضمير المنصوب في صدّوكم . أي صدّوكم وصدّوا الهدي وبالجر عطفاً على المسجد الحرام ، بمعنى وصدّوكم عن نحر الهدى { مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ } محبوساً عن أن يباع ، وبالرفع على وصدّ الهدي . ومحله مكانه الذي يحل فيه نحره ، أي يجب . وهذا دليل لأبي حنيفة على أن المحصر محل هديه الحرم . فإن قلت فكيف حل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه وإنما نحر هديهم بالحديبية ؟ قلت بعض الحديبية من الحرم . وروى أن مضارب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت في الحل ، ومصلاه في الحرم . فإن قلت فإذن قد نحر في الحرم ، فلم قيل { مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ } ؟ قلت المراد المحل المعهود وهو منىٰ { لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ } صفة للرجال والنساء جميعاً . و { أَن تَطَئُوهُمْ } بدل اشتمال منهم أو من الضمير المنصوب في تعلموهم . والمعرة مفعلة ، من عره بمعنى عراه إذا دهاه ما يكره ويشق عليه . و { بِغَيْرِ عِلْمٍ } متعلق بأن تطؤهم ، يعني أن تطئوهم غير عالمين بهم . والوطء والدوس عبارة عن الإيقاع والإبادة . قال @ وَوَطِئْتَنَا وَطْأَ عَلَى حَنَقٍ وَطْأَ الْمُقَيَّدِ نَابِتَ الْهَرْمِ @@ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم 1048 " وإن آخر وطأة وطئها الله بِوَجٍّ " والمعنى أنه كان بمكة قوم من المسلمين مختلطون بالمشركين غير متميزين منهم ولا معروفي الأماكن فقيل ولولا كراهة أن تهلكوا ناساً مؤمنين بين ظهراني المشركين وأنتم غير عارفين بهم ، فتصيبكم بإهلاكهم مكروه ومشقة لما كف أيديكم عنهم ، وحذف جواب « لولا » لدلالة الكلام عليه . ويجوز أن يكون { لَوْ تَزَيَّلُواْ } كالتكرير للولا رجال مؤمنون ، لمرجعهما إلى معنى واحد ، ويكون { لَعَذَّبْنَا } هو الجواب . فإن قلت أي معرة تصيبهم إذا قتلوهم وهم لا يعلمون . قلت يصيبهم وجوب الدية والكفارة ، وسوء قالة المشركين أنهم فعلوا بأهل دينهم مثل ما فعلوا بنا من غير تمييز ، والمأثم إذا جرى منهم بعض التقصير . فإن قلت قوله تعالى { لّيُدْخِلَ ٱللَّهُ فِى رَحْمَتِهِ مَن يَشآءُ } تعليل لماذا ؟ قلت لما دلت عليه الآية وسيقت له من كف الأيدي عن أهل مكة ، والمنع من قتلهم صوناً لمن بين أظهرهم من المؤمنين ، كأنه قال كان الكف ومنع التعذيب ليدخل الله في رحمته أي في توفيقه لزيادة الخير والطاعة مؤمنيهم . أو ليدخل في الإسلام من رغب فيه من مشركيهم { لَوْ تَزَيَّلُواْ } لو تفرقوا وتميز بعضهم من بعض من زاله يزيله . وقرىء « لو تزايلوا » .