Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 10-10)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا تقرير لما ألزمه من تولى الإصلاح بين من وقعت بينهم المشاقة من المؤمنين ، وبيان أن الإيمان قد عقد بين أهله من السبب القريب والنسب اللاصق ما إن لم يفضل الأخوّة ولم يبرز عليها لم ينقص عنها ولم يتقاصر عن غايتها . ثم قد جرت عادة الناس على أنه إذا نشب مثل ذلك بين اثنين من إخوة الولاد ، لزم السائر أن يتناهضوا في رفعه وإزاحته ، ويركبوا الصعب والذلول مشياً بالصلح وبثاً للسفراء بينهما ، إلى أن يصادف ما وهي من الوفاق من يرقعه ، وما استشن من الوصال من يبله فالأخوة في الدين أحق بذلك وبأشدّ منه . وعن النبي صلى الله عليه وسلم " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يعيبه ، ولا يتطاول عليه في البنيان فيستر عنه الريح إلا بإذنه ، ولا يؤذيه بقتار قدره " ثم قال " احفظوا ، ولا يحفظ منكم إلا قليل " . فإن قلت فلم خص الاثنان بالذكر دون الجمع ؟ قلت لأن أقل من يقع بينهم الشقاق اثنان فإذا لزمت المصالحة بين الأقل كانت بين الأكثر ألزم لأنّ الفساد في شقاق الجمع أكثر منه في شقاق الاثنين ، وقيل المراد بالأخوين الأوس والخزرج ، وقرىء « بين إخوتكم وإخوانكم » والمعنى ليس المؤمنون إلا إخوة ، وأنهم خلص لذلك متمحضون ، قد انزاحت عنهم شبهات الأجنبية ، وأبي لطف حالهم في التمازج والاتحاد أن يقدموا على ما يتولد منه التقاطع ، فبادروا قطع ما يقع من ذلك إن وقع واحسموه { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } فإنكم إن فعلتم لم تحملكم التقوى إلا على التواصل والائتلاف ، والمسارعة إلى إماطة ما يفرط منه ، وكان فعلكم ذلك وصول رحمة الله إليكم ، واشتمال رأفته عليكم حقيقاً بأن تعقدوا به رجاءكم .