Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 17-18)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِذْ } منصوب بأقرب ، وساغ ذلك لأنّ المعاني تعمل في الظرف متقدّمة ومتأخرة ، والمعنى أنه لطيف يتوصل علمه إلى خطرات النفس وما لا شيء أخفى منه ، وهو أقرب من الإنسان من كل قريب حين يتلقى الحفيظان ما يتلفظ به ، إيذاناً بأن استحفاظ الملكين أمر هو غني عنه وكيف لا يستغني عنه وهو مطلع على أخفى الخفيات ؟ وإنما ذلك لحكمة اقتضت ذلك وهي ما في كتبة الملكين وحفظهما ، وعرض صحائف العمل يوم يقوم الأشهاد . وعلم العبد بذلك مع علمه بإحاطة الله بعمله . من زيادة لطف له في الانتهاء عن السيئات والرغبة في الحسنات . وعن النبي صلى الله عليه وسلم 1084 " إنّ مقعد ملكيك على ثنيتيك ، ولسانك قلمهما ، وريقك مدادهما ، وأنت تجري فيما لا يعنيك لا تستحي من الله تعالى ولا منهما " ويجوز أن يكون تلقي الملكين بياناً للقرب ، يعني ونحن قريبون منه مطلعون على أحواله مهيمنون عليه ، إذ حفظتنا وكتبتنا موكلون به ، والتلقي التلقن بالحفظ والكتبة . والقعيد القاعد ، كالجليس بمعنى الجالس ، وتقديره عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد من المتلقيين ، فترك أحدهما لدلالة الثاني عليه ، كقوله @ … كُنْتُ مِنْهُ وَوَالِدِي بَرِيَّا … @@ { رَقِيبٌ } ملك يرقب عمله { عَتِيدٌ } حاضر ، واختلف فيما يكتب الملكان ، فقيل يكتبان كل شيء حتى أنينه في مرضه . وقيل لا يكتبان إلا ما يؤجر عليه أو يؤزر به . ويدل عليه قوله عليه الصلاة و السلام 1085 " كاتب الحسنات على يمين الرجل وكاتب السيئات على يسار الرجل ، وكاتب الحسنات أمين على كاتب السيئات ، فإذا عمل حسنة كتبها ملك اليمين عشراً ، وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه سبع ساعات لعله يسبح أو يستغفر " وقيل إنّ الملائكة يجتنبون الإنسان عند غائطه وعند جماعه . وقرىء « ما يلفظ » على البناء للمفعول .