Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 1-3)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الكلام في { قۤ وَٱلْقُرْءَانِ ٱلْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوۤاْ } نحوه في { ص وَٱلْقُرْءانِ ذِى ٱلذّكْرِ بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ص 1 - 2 سواء بسواء ، لالتقائهما في أسلوب واحد . والمجيد ذو المجد والشرف على غيره من الكتب ، ومن أحاط علماً بمعانيه وعمل بما فيه مجد عند الله وعند الناس ، وهو بسبب من الله المجيد ، فجاز اتصافه بصفته . قوله بل عجبوا { أَن جَاءهُمْ مُّنذِرٌ مّنْهُمْ } إنكار لتعجبهم مما ليس بعجب ، وهو أن ينذرهم بالمخوف رجل منهم قد عرفوا وساطته فيهم وعدالتهم وأمانته ، ومن كان على صفته لم يكن إلا ناصحاً لقومه مترفرفاً عليهم ، خائفاً أن ينالهم سوء ويحل بهم مكروه ، وإذا علم أنّ مخوفاً أظلهم ، لزمه أن ينذرهم ويحذرهم ، فكيف بما هو غاية المخاوف ونهاية المحاذير ، وإنكار لتعجبهم مما أنذرهم به من البعث ، مع علمهم بقدرة الله تعالى على خلق السمٰوات والأرض وما بينهما ، وعلى اختراع كل شيء وإبداعه ، وإقرارهم بالنشأة الأولى ، ومع شهادة العقل بأنه لا بدّ من الجزاء . ثم عوّل على أحد الإنكارين بقوله تعالى { فَقَالَ ٱلْكَـٰفِرُونَ هَـٰذَا شَىْء عَجِيبٌ أَءذَا مِتْنَا } دلالة على أن تعجبهم من البعث أدخل في الاستبعاد وأحق بالإنكار ، ووضع الكافرون موضع الضمير للشهادة على أنهم في قولهم هذا مقدمون على الكفر العظيم . وهذا إشارة إلى الرجع وإذا منصوب بمضمر معناه أحين نموت ونبلى نرجع ؟ { ذَلِكَ رَجْعُ بَعِيدٌ } مستبعد مستنكر ، كقولك هذا قول بعيد . وقد أبعد فلان في قوله . ومعناه بعيد من الوهم والعادة . ويجوز أن يكون الرجع بمعنى المرجوع . وهو الجواب ، ويكون من كلام الله تعالى استبعاداً لإنكارهم ما أنذروا به من البعث ، والوقف قبله على هذا التفسير حسن . وقرىء « إذا متنا » على لفظ الخبر ، ومعناه إذا متنا بعد أن نرجع ، والدال عليه { ذَلِكَ رَجْعُ بَعِيدٌ } . فإن قلت فما ناصب الظرف إذا كان الرجع بمعنى المرجوع ؟ قلت ما دل عليه المنذر من المنذر به ، وهو البعث .