Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 38-43)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ } أي اليهود ويأتون به من الكفر والتشبيه . وقيل فاصبر على ما يقول المشركون من إنكارهم البعث فإنّ من قدر على خلق العالم قدر على بعثهم والانتقام منهم . وقيل هي منسوخة بآية السيف . وقيل الصبر مأمور به في كل حال { بِحَمْدِ رَبّكَ } حامداً ربك ، والتسبيح محمول على ظاهره أو على الصلاة ، فالصلاة { قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ } الفجر { وَقَبْلَ ٱلْغُرُوبِ } الظهر والعصر { وَمِنَ ٱلَّيْلِ } العشاآن . وقيل التهجد { وَأَدْبَـٰرَ ٱلسُّجُودِ } التسبيح في آثار الصلوات ، والسجود والركوع يعبر بهما عن الصلاة . وقيل النوافل بعد المكتوبات . وعن علي رضي الله عنه الركعتان بعد المغرب . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم 1086 " من صلى بعد المغرب قبل أن يتكلم كتبت صلاته في عليين " وعن ابن عباس رضي الله عنهما الوتر بعد العشاء . والأدبار جمع دبر . وقرىء « وأدبار » من أدبرت الصلاة إذا انقضت وتمت . ومعناه ووقت انقضاء السجود ، كقولهم آتيك خفوق النجم { وَٱسْتَمِعْ } يعني واستمع لما أخبرك به من حال يوم القيامة . وفي ذلك تهويل وتعظيم لشأن المخبر به والمحدّث عنه ، كما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم 1087 أنه قال سبعة أيام لمعاذ بن جبل " يا معاذاً اسمع ما أقول لك " ، ثم حدّثه بعد ذلك . فإن قلت بم انتصب اليوم ؟ قلت بما دل عليه { ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْخُرُوجِ } أي يوم ينادي المنادي يخرجون من القبور . ويوم يسمعون بدل من { يَوْمَ يُنَادِ } و { ٱلْمُنَادِ } إسرافيل ينفخ في الصور وينادي أيتها العظام البالية والأوصال المنقطعة واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة إنّ الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء . وقيل إسرافيل ينفخ وجبريل ينادي بالحشر { مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } من صخرة بيت المقدس ، وهي أقرب الأرض من السماء باثني عشر ميلاً ، وهي وسط الأرض . وقيل من تحت أقدامهم . وقيل من منابت شعورهم يسمع من كل شعرة أيتها العظام البالية ، و { ٱلصَّيْحَةَ } النفخة الثانية { بِٱلْحَقّ } متعلق بالصيحة ، والمراد به البعث والحشر للجزاء .