Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 29-30)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كل من أهل السموات والأرض مفتقرون إليه ، فيسأله أهل السموات ما يتعلق بدينهم ، وأهل الأرض ما يتعلق بدينهم ودنياهم { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ } أي كل وقت وحين يحدث أموراً ويجدّد أحوالاً ، كما روى 1117 عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه تلاها فقيل له وما ذلك الشأن ؟ فقال " من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ، ويرفع قوماً ويضع آخرين " وعن ابن عيينه الدهر عند الله تعالى يومان ، أحدهما اليوم الذي هو مدّة عمر الدنيا فشأنه فيه الأمر والنهي والإماتة والإحياء والإعطاء والمنع . والآخر يوم القيامة ، فشأنه فيه الجزاء والحساب . وقيل نزلت في اليهود حين قالوا إنّ الله لا يقضي يوم السبت شيئاً . وسأل بعض الملوك وزيره عنها فاستمهله إلى الغد وذهب كئيباً يفكر فيها ، فقال غلام له أسود يا مولاي ، أخبرني ما أصابك لعل الله يسهل لك على يدي ، فأخبره فقال له أنا أفسرها للملك فأعلمه ، فقال أيها الملك شأن الله أن يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ، ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ، ويشفي سقيماً ويسقم سليماً ، ويبتلى معافاً ويعافى مبتلى ، ويعز ذليلاً ويذل عزيزاً ويفقر غنياً ويغني فقيراً فقال الأمير أحسنت وأمر الوزير أن يخلع عليه ثياب الوزارة فقال يا مولاي هذا من شأن الله . وعن عبد الله بن طاهر أنه دعا الحسين بن الفضل وقال له أشكلت على ثلاث آيات ، دعوتك لتكشفها لي قوله تعالى { فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلنَّـٰدِمِينَ } المائدة 31 وقد صح أنّ الندم توبة وقوله تعالىٰ { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ } وقد صح أنّ القلم قد جف بما هو كائن إلى يوم القيامة . وقوله تعالى { وَأَن لَّيْسَ لِلإنسَـٰنِ إِلاَّ مَا سَعَىٰ } النجم 39 فما بال الأضعاف ؟ فقال الحسين يجوز أن لا يكون الندم توبة في تلك الأمّة . ويكون توبة في هذه الأمّة لأنّ الله تعالى خص هذه الأمّة بخصائص لم يشاركهم فيها الأمم ، وقيل إن ندم قابيل لم يكن على قتل هابيل ، ولكن على حمله ، وأما قوله وأن ليس للإنسان إلا ما سعى فمعناه ليس له إلا ما سعى عدلاً ، ولي أن أجزيه بواحدة ألفاً فضلاً ، وأما قوله { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ } فإنها شؤون يبديها لا شؤون يبتدئها ، فقام عبد الله وقبل رأسه وسوّغ خراجه .