Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 46-55)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مَقَامَ رَبّهِ } موقفه الذي يقف فيه العباد للحساب يوم القيامة { يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } المطففين 6 ونحوه { لِمَنْ خَافَ مَقَامِى } إبراهيم 14 ويجوز أن يراد بمقام ربه أن الله قائم عليه أي حافظ مهيمن من قوله تعالى { أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَىٰ كُلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } الرعد 33 فهو يراقب ذلك فلا يجسر على معصيته . وقيل هو مقحم كما تقول أخاف جانب فلان ، وفعلت هذا لمكانك . وأنشد @ ذَعَرْتُ بِهِ الْقَطَا وَنَفَيْتُ عَنْهُ مَقَامَ الذئْبِ كَالرَّجُلِ اللَّعِينِ @@ يريد ونفيت عنه الذئب . فإن قلت لم قال { جَنَّتَانِ } ؟ قلت الخطاب للثقلين فكأنه قيل لكل خائفين منكما جنتان جنة للخائف الإنسي ، وجنة للخائف الجني . ويجوز أن يقال جنة لفعل الطاعات ، وجنة لترك المعاصي لأن التكليف دائر عليهما وأن يقال جنة يثاب بها ، وأخرى تضم إليها على وجه التفضل ، كقوله تعالى { لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ } يونس 26 خص الأفنان بالذكر وهي الغصنة التي تتشعب من فروع الشجرة لأنها هي التي تورق وتثمر ، فمنها تمتد الظلال ، ومنها تجتنىٰ الثمار . وقيل الأفنان ألوان النعم ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين . قال @ وَمِنْ كُلِّ أَفْنَانِ اللَّذَاذَةِ وَالصَّبَا لَهَوْتُ لَهَوْتُ بِهِ وَالْعَيْشُ أَخْضَرُ نَاضِرُ @@ { عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ } حيث شاءوا في الأعالي والأسافل . وقيل تجريان من جبل من مسك . وعن الحسن تجريان بالماء الزلال إحداهما التسنيم ، والأخرى السلسبيل { زَوْجَانِ } صنفان قيل صنف معروف وصنف غريب { مُتَّكِئِينَ } نصب على المدح للخائفين . أو حال منهم ، لأنّ من خاف في معنى الجمع { بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ } من ديباج ثخين ، وإذا كانت البطائن من الإستبرق ، فما ظنك بالظهائر ؟ وقيل ظهائرها من سندس . وقيل من نور { دَانٍ } قريب يناله القائم والقاعد والنائم . وقرىء « وجنى » ، بكسر الجيم .