Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 1-7)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } كقولك كانت الكائنة ، وحدثت الحادثة ، والمراد القيامة وصفت بالوقوع لأنها تقع لا محالة ، فكأنه قيل إذا وقعت التي لا بدّ من وقوعها ، ووقوع الأمر نزوله . يقال وقع ما كنت أتوقعه ، أي نزل ما كنت أترقب نزوله . فإن قلت بم انتصب إذا ؟ قلت بليس . كقولك يوم الجمعة ليس لي شغل . أو بمحذوف ، يعني إذا وقعت كان كيت وكيت ، أو بإضمار اذكر { كَاذِبَةٌ } نفس كاذبة ، أي لا تكون حين تقع نفس تكذب على الله وتكذب في تكذيب الغيب لأنّ كل نفس حينئذٍ مؤمنة صادقة مصدّقة ، وأكثر النفوس اليوم كواذب مكذبات ، كقوله تعالى { فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُواْ ءامَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُ } غافر 84 ، { لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلاْلِيمَ } الشعراء 201 ، { وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِى مِرْيَةٍ مّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً } الحج 55 واللام مثلها في قوله تعالى { يٰلَيْتَنِى قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى } الفجر 24 أو ليس لها نفس تكذبها وتقول لها لم تكوني كما لها اليوم نفوس كثيرة يكذبنها ، يقلن لها لن تكوني . أو هي من قولهم كذبت فلاناً نفسه في الخطب العظيم ، إذا شجعته على مباشرته وقالت له إنك تطيقه وما فوقه فتعرّض له ولا تبال به ، على معنى أنها وقعة لا تطاق شدّة وفظاعة . وأن لا نفس حينئذٍ تحدث صاحبها بما تحدثه به عند عظائم الأمور وتزين له احتمالها وإطاقتها ، لأنهم يومئذٍ أضعف من ذلك وأذل . ألا ترى إلى قوله تعالى { كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ } القارعة 4 والفراش مثل في الضعف . وقيل { كَاذِبَةٌ } مصدر كالعاقبة بمعنى التكذيب ، من قولك حمل على قرنه فما كذب ، أي فما جبن وماتثبط . وحقيقته فما كذب نفسه فيما حدثته به . من إطاقته له وإقدامه عليه . قال زهير @ … إذَا مَا اللَّيْثُ كَذَّبَ عَنْ أَقْرَانِهِ صَدَقَا @@ أي إذا وقعت لم تكن لها رجعة ولا ارتداد { خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ3 } على هي خافضة رافعة ، ترفع أقواماً وتضع آخرين إما وصفاً لها بالشدّة لأنّ الواقعات العظام كذلك ، يرتفع فيها ناس إلى مراتب ويتضع ناس ، وإما لأنّ الأشقياء يحطون إلى الدركات ، والسعداء يرفعون إلى الدرجات وإما أنها تزلزل الأشياء وتزيلها عن مقارّها ، فتخفض بعضاً وترفع بعضاً حيث تسقط السماء كسفاً وتنتثر الكواكب وتنكدر وتسير الجبال فتمرّ في الجوّ مرّ السحاب ، وقرىء « خافضة رافعة » بالنصب على الحال { رُجَّتِ } حرّكت تحريكاً شديداً حتى ينهدم كل شيء فوقها من جبل وبناء { وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ } وفتت حتى تعود كالسويق ، أو سيقت من بس الغنم إذا ساقها . كقوله { وَسُيّرَتِ ٱلْجِبَالُ } النبأ 20 ، « منبثاً » متفرقاً . وقرىء بالتاء أي منقطعاً . وقرىء « رجت وبست » أي ارتجت وذهبت . وفي كلام بنت الخس عينها هاج ، وصلاها راج . وهي تمشي تفاج . فإن قلت بم انتصب إذا رجت ؟ قلت هو بدل من إذا وقعت . ويجوز أن ينتصب بخافضة رافعة . أي تخفض وترفع وقت رج الأرض ، وبس الجبال لأنه عند ذلك ينخفض ما هو مرتفع ويرتفع ما هو منخفض { أَزْوٰجاً } أصنافاً ، يقال للأصناف التي بعضها مع بعض أو يذكر بعضها مع بعض أزواج .